قال الإمام ابن خزيمة -رحمه اللَّه تعالى- بعد أن أخرج الحديث: ما نصّه: هذا الخبر أيضًا من الجنس الذي ذكرتُ قبلُ أن للصائم في السفر الفطرَ بعد مُضِيّ بعضِ النهار، إذ النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - قد أمرهما بالأكل بعد ما أعلماه أنهما صائمان انتهى (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه - هذا صحيح، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا-٤٩/ ٢٢٦٤ و ٢٢٦٥ و ٢٢٦٦ - وفي "الكبرى" ٤٩/ ٢٥٧٢ و ٢٥٧٣ و ٢٥٧٤ و ٢٥٧٥. وأخرجه (ابن أبي شيبة في مصنّفه) ج٢ ص ١٤٩ و (ابن خزيمة) في "صحيحه" ٢٠٣١ و (الحاكم) في "مستدركه" ج١ ص٤٣٣، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبيّ، لكن في قوله: على شرط الشيخين نظر، إذ أبو داود الحَفَريّ ليس من رجال البخاريّ، بل من رجال مسلم، فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٢٦٥ - (أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي الأَوْزَاعِيُّ, عَنْ يَحْيَى, أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَتَغَدَّى بِمَرِّ الظَّهْرَانِ, وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ, فَقَالَ: «الْغَدَاءَ». مُرْسَلٌ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عمران بن يزيد": هو ابن خالد بن يزيد القرشيّ الدمشقيّ، نسب لجدّه، صدوق [١٠] ١٨/ ٤٢٢ من أفراد المصنّف.
و"محمد بن شعيب" بن شابور الدمشقيّ، تقدّم قبل بابين. و"عثمان بن عمر" تقدّم في الباب الماضي.
وقوله: "الغداء" مفعول لفعل محذوف، أي احضرا أكل الغداء، ويحتمل الرفعَ على أنه مبتدأ محذوف الخبر، أي الغداء حاضر لديكما.
وقوله: "مرسل" بالرفع: خبر لمحذوف، أي هذا الحديث مرسل. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٢٦٦ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ, عَنْ يَحْيَى, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ, كَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ … مُرْسَلٌ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عليّ": هو ابن المبارك الهُنَانيّ البصريّ تقدم في الباب الماضي.
(١) - انظر "صحيح ابن خزيمة" ج٣ ص٢٦١.