عشرة" بدل، أو عطف بيان، ويجوز قطعه.
وقوله: "قال أبو عبد الرحمن الخ": أراد به أن قوله: "قال أبِي" خطأ، والصواب: "عن أبي ذرّ الخ"، ثم بين وجه الخ"، بما أشار إليه بقوله: "ويشبه الخ"، وحاصله: أن أصله "عن أبي ذرّ"، فأسقط الكاتب لفظ "ذرّ" سهوًا، فظنه من رآه كذلك، أنه لفظ "أَبٍ" مضافًا إلى ياء المتكلّم، فقال: "قال أَبِي".
وقوله: "وقع من الكتاب" يحتمل أن يكون بكسر الكاف، وتخفيف التاء، أي سقط من المكتوب، ويحتمل أن يكون بضم الكاف، وتشديد التاء، جمع كاتب، أي سقط من كتابة الكاتبين.
والحديث ضعيف والصحيح حديث أبي ذرّ - رضي اللَّه عنه -، كما أشار إليه المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٤٢٨ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ, قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ, عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى, عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ, أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِأَرْنَبٍ, وَكَانَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا, فَقَالَ: الَّذِي جَاءَ بِهَا إِنِّي رَأَيْتُ بِهَا دَمًا, فَكَفَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَدَهُ, وَأَمَرَ الْقَوْمَ أَنْ يَأْكُلُوا, وَكَانَ فِي الْقَوْمِ رَجُلٌ, مُنْتَبِذٌ, فَقَالَ: النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَا لَكَ؟» , قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ, فَقَالَ: لَهُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «فَهَلاَّ ثَلَاثَ الْبِيضِ, ثَلَاثَ عَشْرَةَ, وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ, وَخَمْسَ عَشْرَةَ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عمرو بن يحيى بن الحارث": هو الحمصيّ، ثقة [١٢] ٦٧/ ٢٣٢٩. و"المعافى بن سليمان": هو أبو محمد الجزريّ، صدوق [١٠] ١٠/ ١١٩٩. و"القاسم بن مَعْن": هو المسعوديّ الكوفيّ القاضي، ثقة فاضل [٧] ٩٠/ ١١٩٩. و"طلحة بن يحيى" بن طلحة التيميّ المدنيّ، نزيل الكوفة، صدوق يخطئ [٦] ٣٦/ ٥٨٠.
وقوله: "منتبذ": أي منفرد عن الناس، والرجل هو الأعرابيّ الذي أتى بالأرنب، كما بينته الرواية السابقة.
وقوله: "فهلاّ ثلاث البيض" "هلّا" بتشديد اللام: من أدواة التحضيض، و"ثلاث" منصوب بفعل مقدّر، كما يأتي في الرواية التالية، أي فهلاّ صمتَ ثلاثة أيام البيض.
والحديث مرسل؛ لأن موسى بن طلحة تابعيّ، كما تقدّم. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٤٢٩ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى, عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى, عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ, قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِأَرْنَبٍ, قَدْ شَوَاهَا رَجُلٌ, فَلَمَّا قَدَّمَهَا إِلَيْهِ, قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ بِهَا دَمًا, فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَلَمْ يَأْكُلْهَا,