٥ - (عديّ بن حاتم) بن عبد اللَّه بن سعد بن الحشرج، أبو طَريف الطائي الحابي الشهير، مات سنة (٦٨) وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل: ثمانين، وتقدم في ٢٩/ ٢١٦٩. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين إلى شعبة، والباقيان كوفيان. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أنه (قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ) أي اجعلوا بينكم وبين النار وقاية، من الصدقة (وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) -بكسر المعجمة-: أي نصفها، أو جانبها، أي ولو كان الاتّقاء بالتصدّق بشِقّ تمرة واحدة، فإنه يفيد.
وفي الطبرانيّ من حديث فضالة بن عُبيد - رضي اللَّه تعالى عنه -، مرفوعًا:"اجعلوا بينكم وبين النار حجابًا، ولو بشِقّ تمرة". ولأحمد من حديث ابن مسعود - رضي اللَّه تعالى عنه -، مرفوعًا أيضًا بإسناد صحيح:"لِيَتَّقِ أحدكم وجهه النار، ولو بشقّ تمرة".
وله من حديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، بإسناد حسن:"يا عائشة استتري من النار، ولو بشقّ تمرة، فإنها تَسُدُّ من الجائع مَسدَّها من الشبعان". ولأبي يعلى من حديث أبي بكر - رضي اللَّه تعالى عنه - نحوه، وأتمّ منه، بلفظ:"تقع من الجائع موقعها من الشبعان". وكأنّ الجامع بينهما في ذلك حلاوتها. قاله في "الفتح"(١).
[تنبيه]: هذا الحديث مختصر من حديث عدي بن حاتم - رضي اللَّه تعالى عنه - الطويل، وقد ساقه البخاريّ -رحمه اللَّه تعالى- في "صحيحه" بطوله، فقال:
٣٥٩٥ حدثني محمد بن الحكم، أخبرنا النضر، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا سعد الطائي، أخبرنا مُحِلّ بن خليفة، عن عدي بن حاتم، قال: بينا أنا عند النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر، فشكا إليه قطع السبيل، فقال:"يا عدي هل رأيت الْحِيرَة؟ " قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال:"فإن طالت بك حياة، لَتَرَيَنَّ الظعينةَ ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدا إلا اللَّه" -قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعَّار طَيِّىءٍ الذين قد سَعّرُوا البلاد- "ولئن طالت بك حياة، لتُفتَحَنّ كنوز كسرى"، قلت: كسرى بن هرمز؟، قال: "كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة،