فشاع ذلك فصاحوا به، فخرج منها، وتوفي بالمدينة سنة ٤٨.
قال الحافظ: إنما أخرج له مسلم في المتابعات، ولم يحتج به، وقال
يحيى القطان عن ابن عجلان: كان سعيد المقبري يحدث عن أبي هريرة، وعن أبيه، عن أبي هريرة، وعن رجل، عن أبي هريرة، فاختلطت عليه، فجعلها كلها عن أبي هريرة، ولما ذكر ابن حبان في الثقات هذه القصة، قال: ليس هذا يوهن الإنسان به؛ لأن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة، وربما قال ابن عجلان: عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فهذا مما حمل عنه قديما قبل اختلاط صحيفته، فلا يجب الاحتجاج إلا بما رَوىَ عنه الثقات، وقال ابن سعد: كان عابدًا ناسكًا فقيهًا، وكانت له حلقة في المسجد وكان يفتي، وقال العجلي: مدني ثقة، وقال الساجي: هو من أهل الصدق، لم يحدث عنه مالك إلا يسيرا، وقال ابن عيينة: كان ثقة عالما، وقال العقيلي: يضطرب في حديث نافع، أخرج له مسلم، والأربعة، وفي "ت" صدوق اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة، من الخامسة.
لطائف هذا الإسناد
منها: أنه من سداسياته، وأن رواته ثقات، وهم ما بين بغدادي، وهو شيخه، وكوفي، وهو ابن إدريس، ومدنيين وهم الباقون، وفيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض، وهم ابن عجلان، وزيد وعطاء.
شرح الحديث
تقدم قريبا، ومحل الشاهد منه قوله:
(ثم، مسح برأسه وأذنيه باطنهما) بالجر بدل من أذنيه (بالسباحتين) قال السندي: السباحة، والمسبحة: الأصبع التي تلي الإبهام، سميت بذلك لأنها يشار بها عند التسبيح، وهذا اسم إسلامي، وضعوها مكان