قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "الحكم بن أبان" العَدَنيّ، أبي عيسى، صدوق، عابد، له أوهام [٦].
قال ابن معين، والنسائيّ: ثقة. وقال أبو زرعة: صالح. وقال العجليّ: ثقة، صاحب سنّة، كان إذا هدأت العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر اللَّه حتى يصبح.
وقال سفيان بن عيينة: أتيت عدن، فلم أر مثل الحكم بن أبان. وقال ابن عيينة: قدم علينا يوسف بن يعقوب، قاضٍ كان لأهل اليمن، وكان يُذكر منه صلاحٌ، فسألته عن الحكم بن أبان؟ قال: ذاك سيّد أهل اليمن. وروى سفيان بن عبد الملك، عن ابن المبارك، قال: الحكم بن أبان، وأيوب بن سُويد، وحُسام بن مِصَكٌ ارم بهؤلاء.
وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: ربّما أخطأ، وإنما وقع المناكير في روايته من رواية ابنه إبراهيم، عنه، وإبراهيم ضعيف. وقال ابن عديّ في ترجمة حسين بن عيسى: الحكم بن أبان فيه ضعف، ولعلّ البلاء منه، لا من حسين بن عيسى. وحكى ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير، وابن المدينيّ، وأحمد بن حنبل. وقال ابن خزيمة في "صحيحه": تكلّم أهل المعرفة بالحديث في الاحتجاج بخبره. قال أحمد: مات سنة (١٥٤) وهو ابن (٨٤) سنة.
روى له البخاريّ في " جزء القراءة"، والأربعة. وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا وحديث ٣٤٥٧، وأعاده بعده برقم ٣٤٥٨ و ٣٤٥٩.
وشرح الحديث يعلم مما سبق، وهو ضعيف؛ للكلام في الحكم بن أبان، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا -١١/ ٢٦٣٩ - وفي "الكبرى" ١١/ ٣٦١٩. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٦٤٠ - (أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى, عَنْ هُشَيْمٍ, عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الْحَجُّ, وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ, لَا يَثْبُتُ عَلَى رَاحِلَتِهِ, فَإِنْ شَدَدْتُهُ خَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ, أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ , قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ, أَكَانَ مُجْزِئًا» , قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: «فَحُجَّ عَنْ أَبِيكَ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: شرح الحديث يعلم مما سبق، ورجال إسناده ثقات، إلا أن فيه عنعنة هشيم، وهو مشهور بالتدليس، فالحديث ضعيف.
و"يحيى بن أبي إسحاق": هو البصريّ النحويّ، صدوقٌ ربّما أخطأ [٥] ١/ ١٤٣٨. وتقدم تخريج الحديث في -٩/ ٢٦٣٥. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أُنيب".