هَوْدَجٍ, فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَلِهَذَا حَجٌّ؟ , قَالَ: «نَعَمْ, وَلَكِ أَجْرٌ»).
قاَل الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمود بن كيلان": هو العدويّ مولاهم، أبو أحمد المروزيّ، نزيل بغداد، ثقة [١٠] ٣٣/ ٣٧. و "بشر بن السريّ": هو أبو عمرو البصريّ الأَفْوَهُ الواعظ، نزيل مكة، ثقة طُعِن فيه برأي جهم، ثم اعتذر، وتاب [٩] ١٠٤/ ١٣٦٥. والباقون تقدّموا في الذي قبله، والحديث أخرجه مسلم، وقد تقدّم شرحه، وبيان مسائله في الحديث الماضي. واللَّه تعالى وليّ التوفيق، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٦٤٧ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ كُرَيْبٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: رَفَعَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - صَبِيًّا, فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ , قَالَ: «نَعَمْ, وَلَكِ أَجْرٌ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير "عمرو بن منصور": أبي سعيد النسائيّ، ثقة [١١] ١٠٨/ ١٤٧، فإنه من أفراده. و"أبو نُعيم": هو الفضل بن دُكين الحافظ الثبت الكوفيّ [٩] ١١/ ٥١٦.
و"إبراهيم بن عقبة": هو أخو محمد في السندين الماضيين، ثقة [٦] ٥٠/ ٦٠٩. والحديث أخرجه مسلم، كما سبق بيانه في الحديث الماضي. واللَّه تعالى وليّ التوفيق، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٦٤٨ - (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ -رحمه اللَّه تعالى وَحَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ, قِرَاءَةً عَلَيْهِ, وَأَنَا أَسْمَعُ -وَاللَّفْظُ لَهُ- عَنْ سُفْيَانَ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ كُرَيْبٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ: صَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ, لَقِيَ قَوْمًا, فَقَالَ: «مَنْ أَنْتُمْ؟» , قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ, قَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ , قَالُوا: رَسُولُ اللَّهِ, قَالَ: فَأَخْرَجَتِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا, مِنَ الْمِحَفَّةِ, فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ , قَالَ: «نَعَمْ, وَلَكِ أَجْرٌ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح و"عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن" هو الزهريّ البصريّ، صدوق، من صغار [١٠] ٤٢/ ٤٨. و"سفيان" هنا: هو ابن عيينة، بخلافه فيما مضى، فإنه الثوريّ، فتنبّه.
وقوله: "صدر": أي رجع، يقال: صَدَرَ القومُ، وأصدرناهم: إذا صرفتهم، وصدرتُ عن الموضع صدرًا، من باب قتل: رجعت، قال الشاعر [من البسيط]:
وَلَيلَةٍ قَدْ جَعَلْتُ الصُّبْحَ مَوْعِدَهَا … صَدْرَ الْمَطِيَّةِ حَتَّى تَعْرِفَ السَّدَفَا
فصَدْرٌ مصدرٌ، والاسم الصَّدَرُ بفتحتين. قاله الفيّوميّ.
ودلّت هذه الرواية على أن هؤلاء القوم لَقُوا النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - في رجوعه من الحجّ، لا في