للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وغيرها. وقَطْرَنتها: إذا طليتها به، وفيه لغتان: فتح القاف، وكسر الطاء، وبها قرأ السبعة في قوله تعالى: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ}، والثانية: كسر القاف، وسكون الطاء

انتهى.

وقول عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -: "يرحم اللَّه أبا عبد الرحمن الخ". تعني ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنه -، وإنما استرحمت له، إشعارًا بأنه قد سها فيما قاله، إذ لو استحضر فعل النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - لم يقل ذلك. قاله في "الفتح" (١).

وقولها: "فيطوف في نسائه". قال الإسماعيليّ -رحمه اللَّه تعالى-: يحتمل أن يراد به الجماع، وأن يراد به تجديد العهد بهنّ انتهى.

وقولها: "ينضخ طيبًا". بفتح أوله، وبفتح الضاد المعجمة، وبالخاء المعجمة. قال الأصمعيّ: النضخ -بالمعجمة- أكثر من النضح -بالمهملة-. ويسوّى بينهما أبو زيد.

وقال ابن كيسان: إنه بالمعجمة لما ثخُنَ، وبالمهملة لما رَقّ. وظاهره أن عين الطيب بقيت بعد الإحرام، قال الإسماعيليّ: بحيث صار كأنه يتساقط منه الشيء بعد الشيء انتهى (٢). والحديث متّفق عليه، وقد تقدّم في "كتاب برقم ١٣/ ٤١٧" وتقدم شرحه، وبيان مسائله هناك، فراجعه تزدد علماً. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٧٠٥ - (أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ, عَنْ وَكِيعٍ, عَنْ مِسْعَرٍ, وَسُفْيَانَ, عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ, عَنْ أَبِيهِ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ, يَقُولُ: لأَنْ أُصْبِحَ مُطَّلِيًا بِقَطِرَانٍ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا, أَنْضَحُ طِيبًا, فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ, فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِهِ, فَقَالَتْ: "طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَطَافَ فِي نِسَائِهِ, ثُمَّ أَصْبَحَ مُحْرِمًا").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: "وسفيان": هو الثوريّ، وهو بالجرّ عطف على "مسعر"، فكلاهما يروي عنه وكيع والحديث متفق عليه، كما مر بيانه في الحديث الماضي. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أُنيب".


(١) - "فتح" ١/ ٥٠٢ في "كتاب الغسل".
(٢) - المصدر السابق ١/ ٥٠٢.