للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَرُبَّمَا أَكْسَبَ ثَانِ أَولَا … تَأْنِيثًا أنْ كَانَ لِحّذْفٍ مُوهَلَا

أي وتذكيرًا. واللَّه تعالى أعلم.

ولا تخالف بين رواية المصنّف بلفظ "رجل" وبين رواية مسلم بلفظ "عجز"؛ لأن العجز هو المؤخّر فمعناهما متقارب.

ويحتمل أن يكون معنى الرَّجْل هنا بمعنى "الطائفة"، فإن من معاني "الرِّجْل" في "القاموس": الطائفة من الشيء، فيكون بمعنى قوله: "عجز حمار"، وقوله: "عضو حمار". واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: "بقديد" الروايات السابقة بالأبواء، أو بودّان، بالشك، أو بالجزم بأحدهما، كما تقدّم بيانه، ولعله للتقارب، أو نحو ذلك عبر به. واللَّه تعالى أعلم.

[تنبيه]: ظاهر رواية سعيد بن جبير هذه، والتي بعدها أن الحديث من مسند ابن عباس، وتقدّم أن الصحيح أنه من مسند الصعب، لا من مسند ابن عباس، كما هو ظاهر رواية عبيد اللَّه بن عبد اللَّه السابقة. فتنبّه.

والحديث صحيح، وقد تقدّم تخريجه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٨٢٤ - (أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ, عَنْ شُعْبَةَ, عَنِ الْحَكَمِ وَحَبِيبٍ -وَهُوَ ابْنُ أَبِي ثَابِتٍ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ, أَهْدَى لِلنَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - حِمَارًا, وَهُوَ مُحْرِمٌ, فَرَدَّهُ عَلَيْهِ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "يوسف بن حماد": هو أبو يعقوب البصريّ، ثقة [١٠] ٢٥/ ١٧٨٣.

وقوله: "الْمَعنيّ" -بفتح الميم، وسكون المهملة، بعدها نون-: نسبة إلى مَعْنٍ بطن من الأزد، ومن قيس عَيْلان، ومن طيّء. قاله في "لب اللباب" (١).

و"سفيان بن حبيب": هو أبو محمد البزاز البصريّ، ثقة [٩] ٦٧/ ٨٢.

وقوله: "وحبيب" بالجرّ عطفًا على الحكم، فشعبة يروي عنهما، وكلاهما يرويان عن سعيد بن جبير، فما وقع في بعد النسخ من ضبطه بالرفع بالقلم فغلط، فلْيُتَنَبهْ. والحديث صحيح تقدّم الكلام عليه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) - "لب اللباب" ٢/ ٢٦٧.