[قلت]: سُحيم وثّقه ابن عمّار، وذكره ابن شاهين، وابن حبّان في "الثقات"، ولم ينفرد به بل تابعه أبو مسلم الأغرّ في الرواية التالية، وأيضًا يشهد له حديث حفصة - رضي اللَّه تعالى عنها - الآتي بعد حديث. واللَّه تعالى أعلم.
والحديث تفرّد به المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا -١١٢/ ٢٨٧٨ و ٢٨٧٩ - وفي "الكبرى" ١١٢/ ٣٨٦٠. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): في فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف له -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان حرمة الحرم، حيث يعاقب اللَّه تعالى من أراده بسوء بالخسف. (ومنها): أن فيه علمًا من أعلام النبوة، حيث أخبر - صلى اللَّه عليه وسلم - بما سيقع في آخر الزمان. (ومنها): وقوع الفتن في آخر الزمان بحيث يؤدّي آخره إلى هدم بيت اللَّه الحرام، نسأل اللَّه تعالى أن يعيذنا من شرور الكفرة اللئام، ويحمي بفضله ورحمته راية الإسلام. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢٨٧٩ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ, أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ مِسْعَرٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ, عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الأَغَرِّ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: «لَا تَنْتَهِى الْبُعُوثُ عَنْ غَزْوِ هَذَا الْبَيْتِ, حَتَّى يُخْسَفَ بِجَيْشٍ مِنْهُمْ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمد بن إدريس" بن المنذر بن داود بن مهران الحنظليّ، أبو حاتم الرازيّ الحافظ الكبير، أحد الأئمة [١١].
قال أبو بكر الخلاّل: أبو حاتم إمام في الحديث، روى عن أحمد مسائل كثيرة، وقعت إلينا متفرّقة كلها غريب. وقال ابن خراش: كان من أهل الأمانة والمعرفة. وقال النسائيّ: ثقة. وقال أبو نعيم: إمام في الحفظ. وقال اللالكائيّ: كان إمامًا عالمًا
بالحديث، حافظًا له، متقنًا ثبتًا. وقال ابن أبي حاتم: سمعت موسى بن إسحاق القاضي يقول: ما رأيت أحفظ من والدك، قلت له: فرأيت أبا زرعة؟ قال: لا. قال: وسمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: أبو زرعة، وأبو حاتم إماما خراسان، ودعا لهما، وقال: بقاؤهما صلاح المسلمين. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة الحفّاظ الأثبات، مشهورًا بالعلم، مذكورًا بالفضل، وكان أول كَتْبِهِ الحديثَ سنة (٢٠٩). قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث، أقمت سنين أحسب، ومَشَيت على قدميّ زيادة على ألف فرسخ، فلما زاد على ألف فرسخ تركته. قال: وسمعت أبي يقول: أقمت سنة أربع عشرة ومائتين بالبصرة ثمانية أشهر، قد كنت عزمت على أن أقيم