قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قوله: "حدثنا أبو عبد الرحمن الخ" هو المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، والقائل:"حدّثنا" هو تلميذه، والظاهر أنه أبو بكر بن السنيّ - رحمه اللَّه تعالى -؛ لأنه المشهور برواية هذا الكتاب عنه. واللَّه تعالى أعلم.
ورجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (قتيبة) بن سعيد المذكور قريبًا.
٢ - (حماد) بن زيد بن درهم، أبو إسماعيل البصريّ، ثقة ثبت فقيه، من كبار [٨] ٣/ ٣.
٣ - (عطاء) بن السائب بن مالك الثقفيّ، أبو محمد، أو أبو السائب الكوفيّ، صدوقٌ اختلط، إلا أنَّ حمّاد بن زيد ممن روى عنه قبل الاختلاط [٥] ١٥٢/ ٢٤٣.
٤ - (عبد اللَّه بن عُبيد بن عُمير) الليثيّ المكيّ، ثقة [٣] ٨٩/ ٢٨٣٦.
٥ - (أبو عبد الرحمن) هو عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب - رضي اللَّه تعالى عنهما - ١٢/ ١٢. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الأسناد:
(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، وعطاء أخرج له البخاريّ حديثًا واحدًا متابعةً. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. (ومنها): أن فيه ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - من العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرِ) الليثيّ (أَنَّ رَجُلاً) هو أبوه، ففي رواية أحمد:"عن عبد اللَّه بن عُبيد بن عمير أنه سمعِ أباه يقول لابن عمر: ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين … " الحديث (قَالَ: يَا إبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ) كنية عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب - رضي اللَّه تعالى عنهما - (مَا أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلاَّ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ) أي الحجر الأسود، والركن اليماني (قَالَ) ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - (إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ:"إِن مَسْحَهُمَا يَحُطَانِ الْخَطِيئَةَ) هكذا معظم نسخ "المجتبى" "يحطان" بضمير التثنية، قال السنديّ: والضمير للركنين، والعائد إلى المسح مقدّر، أي به.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: ما قاله السنديّ فيه ركاكة، وعندي أن ضمير التثنية يعود على "مسحهما"، وإن كان مفردًا لاكتسابه التثنية عن المضاف إليه، فلا حاجة لتقدير العائد.، وفي بعض النسخ -كما قال السندي- وهو الذي في "الكبرى": "يحطّ