للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الجمع، فقيل: يهود، وكلّ منسوب إلى جنس الفرقُ بينه وبين واحده بالياء وعدمها، نحو روم ورميّ، وزنج وزنجيّ. أفاده العينيّ (١).

[تنبيه]: اسم هذا الرجل هو كعب الأحبار، بين ذلك مسدّدٌ في "مسنده"، والطبريّ في "تفسيره"، والطبرانيّ في "الأوسط"، كلهم من طريق رجاء بن أبي سلمة، عن عبادة بن نُسيّ-بضم النون، وفتح المهملة- عن إسحاق بن خَرَشَة، عن قبيصة بن ذؤيب، عن كعب. وللبخاريّ في "المغازي" من طريق الثوريّ، عن قيس بن مسلم، أن ناسًا من اليهود. وله في "التفسير" من هذا الوجه بلفظ: قالت اليهود. فيحمل على أنهم كانوا حين سؤال كعب عن ذلك جماعة، وتكلم كعبٌ على لسانهم. قاله في "الفتح" (٢).

(لِعُمَرَ) بن الخطاب - رضي اللَّه تعالى عنه - (لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ) وفي رواية البخاريّ: "أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية فِي كتابكم، تقرءونها، لو علينا معشر اليهود نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا … (لَاتخذنَاهُ عِيدًا) الضمير ليوم النزول، أي لعظّمناه، وجعلناه عيدًا لنا في كلّ سنة؛ لعظم ما حصل فيه من إكمال الدين. والعيد فِعْلٌ من العود، وإنما سمي به؛ لأنه يعود في كلّ عام.

({الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}) خبر لمحذوف، أي هي قوله تعالى: {اليوم} الآية (قَالَ: عُمَرُ) - رضي اللَّه تعالى - عنه (قَدْ عَلِمْتُ الْيَوْمَ) معناه أني ما أهملت، ولا خفي عليّ زمان نزولها، ولا مكانه، بل ضبطت جميع ما يتعلّق بذلك، من صفة النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وموضعه وقت نزولها، وهو كونه - صلى اللَّه عليه وسلم - قائمًا بعرفة، وهذا في غاية الضبط. وقال النوويّ: معناه: ما تركنا تعظيم ذلك اليوم والمكان،- أما المكان فهو عرفات، وهو معظم الحجّ الذي هو أحد أركان الإسلام. وأما الزمان فهو يوم الجمعة، ويوم عرفة، وهو يوم اجتمع فيه فضلان، وشرفان، ومعلوم تعظيمنا لكلّ واحد منهما، فإذا اجتمعا زاد التعظيم، فقد اتخذنا ذلك اليوم عيدًا، وعظّمنا مكانه أيضًا، وهذا كان في حجة الوداع، وعاش النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بعدها ثلاثة أشهر انتهى (٣) (الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ، وَاللَّيلَةَ الَّتِي أُنْزِلَتْ) أي فيها (لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ) يحتمل النصب على أنه متعلّق بفعل مقدّر، أي أُنزلت ليلة الجمعة، ويحتمل الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي هي ليلة الجمعة.

قال السنديّ: لعل المراد بها ليلة السبت، فأضيفت إلى الجمعة لاتصالها بها، والمراد أنها نزلت يوم الجمعة في قرب الليلة، فاللَّه تعالى جمع لنا فيه بين عيدين: عيد الجمعة،


(١) - "عمدة القاري" ١/ ٣٠٠ - ٣٠١.
(٢) - "فتح" ج١/ص ١٤٥.
(٣) - راجع "عمدة القاري" ج١/ص ٣٠٢.