للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المعجمة: أي أخّرني، وللكشميهنيّ بألف، وضم الظاء: أي انتظرني انتهى (عَلَيَّ مَاءً) أراد ماء الغسل (ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَيْكَ، فَانْتَظَرَهُ) ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - (حَتَّى خَرَجَ، فَسَارَ بَينِي وَبَينَ أَبِيِ) يعني أن الحجاج سار بين سالم وعبد اللَّه بن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - (فَقُلْتُ) القائل سالم (إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُصِيبَ السُّنَّةَ، فَأَقْصِرِ الْخُطْبَةَ) بهمزة الوصل، وكسر الصاد المهملة (وَعَجِّلِ الْوُقُوفَ) قال الحافظ ابن عبد البرّ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: كذا رواه القعنبيّ، وأشهب، وهو عندي غلطٌ؛ لأن أكثر الرواة عن مالك قالوا: "وعجّل الصلاة"، قال: ورواية القعنبيّ لها وجه؛ لأن تعجيل الوقوف يستلزم تعجيل الصلاة. انتهى.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قد وافق أشهبَ، والقعنبيَّ عبد اللَّه بن يوسف عند البخاريّ، فالظاهر -كما قال الحافظ -رحمه اللَّه تعالى- أن الاختلاف فيه من مالك، وكأنه ذكره باللازم؛ لأن الغرض بتعجيل الصلاة حينئذ تعجيل الوقوف. واللَّه تعالى أعلم.

(فَجَعَلَ) الحجّاج (يَنْظُرُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ) - رضي اللَّه تعالى عنهما - (كَيْمَا يَسْمَعَ ذَلِكَ مِنْهُ) أي ليسمع ما قاله سالم من ابن عمر (فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُ عُمَر) - رضي اللَّه تعالى عنهما - (قَالَ: صَدَقَ) أي صدق سالم فيما قاله من أن السنة قصر الخطبة، وتعجيل الوقوف. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا أخرجه البخاريّ.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -١٩٦/ ٣٠٠٦ - و٢٠٠/ ٣٠١٠ - وفي "الكبرى" ١٩٣/ ٣٩٩٨ و ١٩٧/ ٤٠٠٣. وأخرجه (خ) في "الحجّ" ١٦٦٠ و ١٦٦٣ (الموطأ) في "الحجّ"٩١١. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان استحباب الرواح يوم عرفة. (ومنها): الغسل للوقوف بعرفة؛ لطلب الحجاج من ابن عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - أن ينتظره حتى يغتسل، فانتظره، وأهل العلم يستحبّونه. قاله ابن بطال. قال الحافظ: ويحتمل أن يكون ابن عمر انتظره لحمله على أن اغتساله عن ضرورة. نعم روى مالك في "الموطّإ" عن نافع أن ابن عمر كان يغتسل لوقوفه عشيّة عرفة. (ومنها):