للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سفيان، ووسفيان ووكيع إنما أخذا التفسير المذكور عن هشام، فرجع التفسير إليه. وقد رواه أكثر رواة "الموطإ" عن مالك، فلم يذكروا التفسير المذكور. وكذا رواه أبو داود الطيالسيّ عن حماد بن سلمة، ومسلم من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن هشام.

وقال ابن خزيمة: في هذا الحديث دليلٌ على أن الحديث الذي رواه ابن عبّاس عن أسامة أنه قال: "فما رأيت ناقته رافعة يدها حتى أتى جمعًا" أنه محمول على حال الزحام، دون غيره انتهى. وأشار بذلك إلى ما أخرجه حفص من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن أسامة: أن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أردفه حين أفاض من عرفة، وقال: "أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البرّ ليس بالإيجاف"، قال: فما رأيت ناقته رافعة يدها حتى أتى جمعًا … الحديث. أخرجه أبو داود، وأخرجه البخاريّ من حديث ابن عباس، ليس فيه أسامة. وأخرج مسلم من طريق عطاء، عن ابن عباس، عن أسامة في أثناء حديث، قال: "فما زال يسير على هينته حتى أتى جمعًا"، وهذا يشعر بأن ابن عباس إنما أخذه عن أسامة - رضي اللَّه تعالى عنهم -. انتهى (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أسامة بن زيد - رضي اللَّه تعالى عنهما - هذا متّفق عليه.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٢٠٥/ ٣٠٢٤ و ٢١١/ ٣٠٥١ - وفي "الكبرى" ٢٠٤/ ٤٠١٩ و ٢١٦/ ٤٠٥٧. وأخرجه (خ) في "الحجّ" ١٦٦٦ و"الجهاد" ٢٩٩٩ و"المغازي" ٤٤١٣ (م) في "الحج" ١٢٨٦ (د) في "المناسك" ١٩٢٣ (ق) في "المناسك" ٣٠١٧ (أحمد) في "مسند الأنصار" ٢١٥٤ و ٢١٢٧٦ و ٢١٣٢٤ (الموطأ) في "الحج" ٨٩٣ (الدارمي) في "المناسك" ١٨٨٠. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): فى فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان كيفية السير من عرفة إلى المزدلفة، وهو الإسراع إذا أمكنه، وإلا لزوم السكينة، قال الحافظ أبو عمر -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: في هذا الحديث كيفية السير في الدفع من عرفة إلى مزدلفة لأجل الاستعجال للصلاة؛ لأن المغرب لا تُصلّى إلا مع العشاء بالمزدلفة، فيجمع بين المصلحتين، من


(١) - "فتح" ٤/ ٣٣١.