النساء والصبيان إلى منازلهم بالمزدلفة"، فغير صحيح، فتنبّه.
و"الصبيان" -بكسر الصاد المهملة، ويجوز ضمها- جمع صبيّ. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
٣٠٣٣ - (أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ, قَالَ: أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ, عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ, فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ).
رجال هذا الإسناد: أربعة:
١ - (الحسين بن حُريث) الخزاعيّ مولاهم، أبو عمّار المروزيّ، ثقة [١٠] ٤٤/ ٥٢.
٢ - (سفيان) بن عيينة الإمام الحافظ الحجة الثبت المكيّ [٨] ١/ ١.
٣ - (عُبيد اللَّه بن أيي يزيد) المكيّ، مولى آل قارظ بن شيبة، ثقة كثير الحديث من [٤] مات سنة (١٢٦هـ) وله (٨٦) سنة، من رجال الجماعة، تقدّم في ٧٠/ ٢٣٧٠.
٤ - (ابن عباس) عبد اللَّه الحبر البحر - رضي اللَّه تعالى عنهما - ٢٧/ ٣١. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من رباعيّات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو (١٥٥) من رباعيّات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه ابن عباس - رضي اللَّه تعالى عنهما - حبر الأمة، وبحرها، وترجمان القرآن، ومن المكثرين السبعة، والعبادلة الأربعة. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ بْن أَبِي يَزِيدَ) -رحمه اللَّه تعالى- أنه (قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ) - رضي اللَّه تعالى عنهما - (يَقُولُ: أَنا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) أي قدّمه، فحذف العائد؛ لكونه فضلة (لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ) أي إلى منى (فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ) -بفتح الضاد المعجمة، والعين المهملة، جمع ضعيف، قال ابن مالك في "توضيحه": جمع ضعيف على ضعفة غريبٌ، ومثله خبيث وخَبَثَةٌ انتهى (١).
وقال الفيّوميّ: ما حاصله: جمع ضعيف ضُعَفاءُ، وضِعَافٌ، وجاء ضَعَفَةٌ، وضَعْفَى؛ لأن فعيلاً إذا كان صفة، وهو بمعنى مفعول جمُع على فَعْلَى، مثل قَتيل وقَتْلَى، وجَريح وجَرْحَى، قال الخليل: قالوا: هَلْكَى، ومَوْتَى، ذهابًا إلى أن المعنى معنى مفعول،
(١) - نقله في "زهرالربى" ٥/ ٢٦١.