٣ - (الحارث بن مسكين) أبو عمرو القاضي المصري، ثقة فقيه [١٠] ٩/ ٩.
٤ - (معتمر) بن سليمان بن طرخان التيمي، أبو محمد البصري، ثقة، من كبار [٩] ١٠/ ١٠.
٥ - (ابن وهب) عبد اللَّه المصري، ثقة حافظ عابد [٩] ٩/ ٩.
٦ - (معمر) بن راشد، أبو عروة الصنعاني، ثقة ثبت فاضل، من كبار [٧] ١٠/ ١٠.
٧ - (يونس) بن يزيد الأيلي، أبو يزيد ثقة، من كبار [٧] ٩/ ٩.
٨ - (الزهريّ) محمد بن مسلم ابن شهاب المدني الإمام الحجة الثبت [٤] ١/ ١.
٩ - (سعيد) بن المسيّب بن حزن الفقيه الحجة الثبت، من كبار [٣] ٩/ ٩.
١٠ - (أبو هريرة) - رضي اللَّه تعالى عنه - ١/ ١. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه الحارث، فقد تفرد به هو، وأبو داود. (ومنها): أن السند الأول إلى الزهريّ مسلسل بالبصريين، والثاني إليه أيضًا بالمصريين، ومنه بالمدنيين. (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي: الزهري، عن سعيد. (ومنها): أن سعيدًا من الفقهاء السبعة. وأن أبا هريرة - رضي اللَّه عنه - من المكثرين السبعة. واللَّه تعالى أعلم.
[تنبيه]: قوله في السند الأول: "قال: قلت: عن سعيد؟ الخ" أي قال معمر: قلت للزهريّ، هل هذا الحديث عن سعيد بن المسيّب؟ فقال الزهريّ: نعم هو عن سعيد، حمال كونه راويًا له عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِم) أي الكلم الجامعة، من إضافة الصفة إلى الموصوف، والجوامع جمع جامعة، قيل: يعني القرآن، جمع اللَّه تعالى في ألفاظ يسيرة منه معاني كثيرة، وكذلك كان - صلى اللَّه عليه وسلم - يتكلّم بألفاظ يسيرة، تحتوي على معاني كثيرة.
وفي "صحيح البخاري": قال أبو عبد اللَّه: "وبلغني أن جوامع الكلم أن اللَّه يجمع الأمور الكثيرة التي كانت تُكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد، والأمرين، أو نحو ذلك" انتهى. وهذا التفسير منقول عن الزهريّ -رحمه اللَّه تعالى-، كما بينه في "الفتح" (١)،
قال: وحاصله أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - كان يتكلّم بالقول الموجز القليل اللفظ الكثير المعاني، وجزم غير
(١) - "فتح" ١٤/ ٤٣٣. في "كتاب التعيير".