-يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ, أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيَّ- يُحَدِّثُ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ, عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ, قَالَ: قُلْتُ: يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ, حَدِّثْنَا حَدِيثًا, سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, لَيْسَ فِيهِ نِسْيَانٌ, وَلَا تَنَقُّصٌ, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ, فَبَلَغَ الْعَدُوَّ, أَخْطَأَ, أَوْ أَصَابَ, كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ, وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً, كَانَ فِدَاءُ كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ, مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ, وَمَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ, كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (المعتمر) بن سليمان بن طرخان البصريّ، ثقة، من كبار [٩] ١٠/ ١٠.
٢ - (خالد بن زيد أبو عبد الرحمن الشاميّ) ويقال: ابن يزيد، وهو وَهَمٌ. لا بأس به [٦].
قال أبو حاتم: ما به بأس. وذكره ابن حبّان في "الثقات". تفرد به المصنّف بحديث الباب فقط. والباقون تقدّموا في أول حديث الباب، وثانيه.
وقوله. "فبلغ العدو" أي وصل إلى مكانه.
وقوله: "كان فداء كلّ عضو منه" "فداءُ" بالرفع اسم "كان"، وهو مضاف إلى "كلِّ عضوٍ. وضمير "منه" لـ"من أعتق". وقوله: "عضوًا" بالنصب على أنه خبر "كان". وضمير "منه" للرقبة، بتأويلها بالشخص، أو بالإنسان. وقوله: "من نار جهنّم" متعلّق بـ"فداء".
والحديث صحيح، وتمام شرحه، والكلام على مسائله تقدما في الحديث المذكور أول الباب، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣١٤٧ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ, عَنِ الْوَلِيدِ, عَنِ ابْنِ جَابِرٍ, عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ الأَسْوَدِ, عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ, عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ, عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ-, يُدْخِلُ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ, بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ, صَانِعَهُ, يَحْتَسِبُ فِي صُنْعِهِ الْخَيْرَ, وَالرَّامِيَ بِهِ, وَمُنَبِّلَهُ»).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (عمرو بن عثمان) المذكور أول الباب.
٢ - (الوليد) بن مسلم، أبو العبّاس الدمشقيّ، ثقة كثير التدليس والتسوية [٨] ٥/ ٤٥٤.
٣ - (ابن جابر) عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزديّ، أبو عُتبة الدارانيّ، ثقة [٧]