للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: بابك -بموحّدتين، مفتوحتين، وآخره كاف، يقال له: الْخُرَّمِيّ -بضمّ المعجمة، وتشديد الراء المفتوحة- وكان من طائفة من الزنادقة استباحوا المحرّمات، وقامت لهم شوكة كبيرة في أيّام المأمون، وغلبوا على كثير من بلاد العجم، كطبرستان، والريّ إلى أن قتل بابك المذكور في أيّام المعتصم، وكان خروجه في سنة إحدى ومائتين، أو قبلها، وقتله في سنة اثنتين وعشرين انتهى (١).

وقال القرطبيّ -رحمه اللَّه تعالى-: ولا شكّ في أن هذه الأوصاف هي أوصاف الترك غالبًا، وقد سمّاهم النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بقوله: "يقاتل المسلمون الترك"، وهذا الخبر قد وقع على نحو ما أخبر، فقد قاتلهم المسلمون في عراق العجم مع سلطان خوارزم -رَحِمَهُ اللَّهُ- تَعَالَى-، وكان اللَّه قد نصره عليهم، ثم رجعت لهم الكرّة، فغلبوا على عراق العجم وغيره، وخرج منهم في هذا الوقت أممٌ لا يُحصيهم إلا اللَّه، ولا يردّهم عن المسلمين إلا اللَّه، حتى كأنهم يأجوج ومأجوج، أو مقدّمتهم، فنسأل اللَّه تعالى أن يُهلكهم، ويُبدّد جمعهم، ولَمَّا علم النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عددهم، وكثرتهم، وشدّةَ شوكتهم قال - صلى اللَّه عليه وسلم -: "اتركوا الترك ما تركوكم" انتهى (٢). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أبي هريرة - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا- ٤٢/ ٣١٧٨ - وفي "الكبرى" ٣٨١/ ٤٣٨٦. وأخرجه (خ) في "الجهاد والسير" ٢٩٢٨ و ٢٩٢٩ (م) في "الفتن" ٢٩١٢ (د) في "الملاحم" ٤٣٠٣ و٤٣٠٤ (ت) في "الفتن" ٢٢١٥ (ق) في "الفتن" ٤٠٩٦ (أحمد) في "مسند المكثرين" ٧٢٢٢ و ٧٦١٩ و ٧٩٢٧ و ٢٧٤٦٠ و ٨٩٢١ و ٩٧٩٦ و ١٠٠٢٤ و ١٠٤٧٦. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو غزوة الترك.

[فإن قلت]: هذا الحديث يعارض الحديث الماضي: "واتركوا الترك ما تركوكم"، فكيف يجمع بينهما؟.


(١) - "فتح" ٦/ ٢٠٤.
(٢) - "المفهم" ٧/ ٢٤٨.