٥ - (بكير بن الأشج) هو بكير بن عبد اللَّه بن الأشج، نسب لجده المدنيّ، نزيل مصر، ثقة فقيه [٥] ١٣٥/ ٢١١.
٦ - (بسر بن سعيد) المدني العابد، مولى ابن الحضرميّ، ثقة جليل [٢] ١١/ ٥١٧.
٧ - (زيد بن خالد) الجهنيّ الصحابيّ المدنيّ المشهور، مات - رضي اللَّه عنه - بالكوفة سنة (٦٨) أو (٧٠)، وله (٨٥) سنة، تقدّمت ترجمته في ٨/ ٧٥٦. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخيه، فقد تفرد بهما هو وأبو داود. (ومنها): أنه مسلسل بالمصريين إلى بكير، والباقيان مدنيان. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ) الجهنيّ - رضي اللَّه تعالى عنه - (عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، قَالَ: مَنْ جَهَّزَ) بتشديد الهاء، من التجهيز، أي هيّأ له أسباب سفره. وقال ابن الأثير: تجهيز الغازي: تحميله، وإعداد ما يحتاج إليه في غزوه، ومنه تجهيز العروس، وتجهيز الميت. انتهى (١)(غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَدْ غَزَا) قال ابن حبّان -رحمه اللَّه تعالى-: معناه أنه مثله في الأجر، وإن لم يغزو حقيقة. ثم أخرجه من وجه آخر عن بُسر بن سعيد، بلفظ:"كُتب له مثل أجره، غير أنه لا يَنقص من أجره شيء". ولابن ماجه، وابن حبّان من حديث عمر - رضي اللَّه عنه - نحوه بلفظ:"من جهّز غازيًا حتى يستقلّ كان له مثل أجره حتى يموت، أو يرجع". وأفادت هذه الرواية فائدتين:"إحداهما": أن الوعد المذكور مرتّبٌ على تمام التجهيز، وهو المراد بقوله:"حتى يستقلّ". و"ثانيهما": أنه يستوي معه في الأجر إلى أن تنقضي تلك الغزوة.
وأما ما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد - رضي اللَّه عنه - أن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - بعث بعثًا، وقال:"ليخرج من كلّ رجلين رجلُ، والأجر بينهما"، وفي رواية له:"ثم قال للقاعد: و"أيكم خلف الخارج في أهله بخير، كان له مثل نصف أجر الخارج". ففيه إشارة إلى أن الغازي إذا جهّز نفسه، أو قام بكفاية من يخلفه بعده كان له الأجر مرّتين. وقال القرطبيّ: لفظة "نصف" يشبه أن تكون مقحمة. أي مزيدة من بعض الرواة. وقد احتجّ بها من ذهب إلى أن المراد بالأحاديث التي وردت بمثل ثواب الفعل حصول أصل الأجر