للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَحْيَى, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا (١) أَبُو سَلَمَةَ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ,, قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ, دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ, مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ, يَا فُلَانُ هَلُمَّ, فَادْخُلْ» , فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ, ذَاكَ الَّذِي لَا تَوَى عَلَيْهِ, فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عمرو بن عثمان": هو أبو حفص الحمصيّ. و"بقيّة": هو ابن الوليد الحمصيّ. و"الأوزاعيّ": هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الدمشقيّ. و"يحيى": هو ابن أبي كثير. و"محمد بن إبراهيم": هو أبو عبد اللَّه التيميّ المدنيّ راوي حديث النيّة.

وقوله: "يا فلانُ هلُمّ، فادخل": أي تعال إلى هذا الباب، فادخل الجنّة منه.

وقوله: "ذاك" أي المدعوّ من جميع أبواب الجنّة. وقوله: "لا توى عليه": أي لا ضياع، ولا خَسَارة، بل فاز كلَّ الفوز.

قال السنديّ: ولا يخفى ما بين الروايتين من التدافع، والظاهر أنه لسهو من بعض الرواة. ويحتمل أنهما واقعتان، وقعتا في مجلس بأن أوحي إليه أوّلاً بالمناداة من باب واحد، فأخبر به، فسأله أبو بكر، هل في الناس من يُنادى من تمام الأبواب؟، وأوحي إليه ثانيًا بالمناداة من تمام الأبواب، فأخبر به، فمدح ذلك المنادَى أبو بكر على حسب ما هو اللائق بكلّ مجلس، وبشّره النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بأنه ينادى من تمام الأبواب. واللَّه تعالى أعلم بالصواب. انتهى (٢).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الاحتمال الثاني بعيدٌ، بل الأقرب أنه من تصرّف بعض الرواة، واختصاره، فالرواية السابقة هي التي أخرجها الشيخان، وغيرهما، فلا بدّ من حمل هذه الرواية على أن بعض الرواة اختصرها.

والحديث متّفق عليه، وتمام البحث فيه سبق في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣١٨٦ - (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ, عَنْ يُونُسَ, عَنِ الْحَسَنِ, عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ, قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ, قَالَ: قُلْتُ: حَدِّثْنِي, قَالَ: نَعَمْ, قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ, يُنْفِقُ مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ زَوْجَيْنِ, فِي سَبِيلِ اللهِ, إِلاَّ اسْتَقْبَلَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ, كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ» , قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ , قَالَ: إِنْ كَانَتْ إِبِلاً, فَبَعِيرَيْنِ, وَإِنْ كَانَتْ بَقَرًا, فَبَقَرَتَيْنِ).


(١) - وفي نسخة: "أخبرنا".
(٢) - "شرح السنديّ" ٦/ ٤٨.