حاجب، أي حُرّاسها، وهو في معنى الرواية الأخرى:"خزنة الجنّة"(كُلُّهُمْ يَدْعُوهُ إِلَى مَا عِنْدَهُ) أي كلّ واحد من الحجبة يدعوه إلى ما عنده من الباب حتى يتشرّف بالدخول من عنده (قُلْتُ:) الظاهر أن القائل هو صعصعة، فيكون التفسير موقوفًا، ويحتمل أن يكون مرفوعًا (وَكَيْفَ ذَلِكَ؟) أي ما معنى زوجين؟، وفي رواية أحمد:"قلنا: ما هذان الزوجان؟ "(قَالَ: إِنْ كَانَتْ إِبِلاً) أي كانت أمواله إبلاً، فاسم "كان" ضمير يعود إلى "كلّ مال"، وأنثه باعتبار أموال (فَبَعِيرَيْنِ) منصوب بفعل مقدّر يدلّ عليه قوله: "يُنفق"، أي يُنفق بعيرين (وَإنْ كَانَتْ بَقَرًا، فَبَقَرَتَيْنِ) وفي رواية أحمد المذكورة: " قال إن كانت رِحَالا فَرَحْلان، وإن كانت خيلا، ففرسان، وإن كانت إبلا، فبعيران، حتى عَدَّ أصناف المال كله". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: حديث أبي ذرّ - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح، فقد صرّح الحسن بالتحديث، كما نقدّم قريبًا، وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا- ٤٥/ ٣١٨٦ - وفي "الكبرى" ٤١/ ٤٣٩٤. وأخرجه (أحمد) في "مسند الأنصار" ٢٠٨٥١و٢٠٩٠٤ و ٢٠٩٤٢ (الدارميّ) في "الجهاد" ٢٤٠٣. وفوائده تعلم مما سبق. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
١ - (أبو بكر بن أبي النضر) هو: ابن النضر بن أبي النضر، نُسب لجدّه، واسمه كنيته، وقيل: محمد، وقيل: أحمد، البغداديّ، ثقة [١١] ٨٣/ ٢٤١٦.
٢ - (أبو النضر) هاشم بن القاسم بن مسلم الليثيّ مولاهم البغداديّ، يُلقّب قيصر، ثقة ثبت [٩] ٧١/ ٢٤٠٧.
٣ - (عبيد اللَّه الأشجعيّ) -مصغّرًا- ابن عبد الرحمن، ويقال: ابن عُبيد الرحمن، أبو عبد الرحمن الكوفيّ، ثقة مأمون، أثبت الناس كتابًا في الثوريّ، من كبار [٩] ١٩٠/ ١١٦٢.
٤ - (سفيان الثوريّ) ابن سعيد الكوفي، ثقة ثبت حجة [٧] ٣٣/ ٣٧.