الأربعة، وله عند المصنّف في هذا الكتاب حديث الباب فقط. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من ثمانيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير شيخه، وشيخ شيخه، فبغداديان. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه. (ومنها): أن ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض: الركين، عن أبيه، عن يُسير. (ومنها): أن صحابيه من المقلين من الرواية، فليس له في "السنن" إلا ثلاثة أحاديث. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ خُرَيْم بْنِ فَاتِكٍ) الأسديّ - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَة) أي صرف نفقة، صغيرة كانت، أو كبيرة (فِي سَبِيلِ اللَّهِ) أي لإعلاء كلمة اللَّه تعالى (كُتِبَتْ) بالبناء للمجهول (لَهُ بِسَبعِمِائَةِ ضِعْفٍ) والظاهر أن هذا هو أقلّ الموعود، واللَّه سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء، واللَّه ذو الفضل العظيم. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث خُرَيم بن فاتك - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا- ٤٥/ ٣١٨٧ - وفي "الكبرى" ٤١/ ٤٣٩٥. وأخرجه (ت) في "الجهاد" ١٦٢٥. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان فضل الإنفاق في سبيل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-. (ومنها): بيان فضل الجهاد على غيره من الأعمال الصالحات، حيث كان أقلّ مضاعفة الثواب سبعمائة ضعف، مع أن سائر الأعمال إنما تضاعف بعشر أمثالها، فيكون الجهاد مخصوصًا من عموم قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} الآية [الأنعام: ١٦٠]. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".