قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح و"إسحاق بن إبراهيم": هو ابن راهويه. و"أبو معاذ": هو هشام الدستوائيّ.
وقوله: "قتادة أثبت الخ" أراد به أن قتادة، وإن كان مقدّمًا في الحفظ على أشعث الحمرانيّ، إلا أنه هنا يقدّم الأشعث، فيُرجّح كون الحديث من مسند عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، كما في الرواية السابقة، لا من مسند سمرة - رضي اللَّه عنه -، ولعلّ ترجيحه لمتابعة حصين بن نافع له، كما يأتي بعد حديث، إلا أنه موقوف.
وقد ذكر الترمذيّ -رحمه اللَّه تعالى- تصحيح كلا الحديثين، ونصّه في "جامعه" بعد ما أخرج حديث سمرة - رضي اللَّه عنه -: حديث سمرة حديث حسنٌ. وروى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن، عن سعد بن هشام، عن عائشة، عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - نحوه. ويقال: كلا الحديثين صحيح. انتهى (١).
والحديث أخرجه المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- هنا -٤/ ٣٢١٤ - وفي "الكبرى" ٤/ ٥٣٢١. وأخرجه (ت) في "النكاح" ١٠٨٢ (ق) "النكاح" ١٨٤٩.
وفي إسناده الحسن البصريّ، وفي سماعه من سمرة خلاف مشهور، لكن يشهد له ما سبق من حديث سعد بن أبي وقّاص - رضي اللَّه عنه - وغيرُهُ، فهو صحيح. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣٢١٦ - (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى, قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ, أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ, قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ قَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي الْعَنَتَ وَلَا أَجِدُ طَوْلاً أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ أَفَأَخْتَصِي؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, حَتَّى قَالَ: ثَلَاثًا, فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَا أَبَا هُرَيْرَةَ, "جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ, فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ, أَوْ دَعْ».
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: الأَوْزَاعِيُّ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ الزُّهْرِيِّ, وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ, قَدْ رَوَاهُ يُونُسُ, عَنِ الزُّهْرِيِّ).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (يحيى بن موسى) البلخيّ كوفي الأصل الملقّب بـ"ختّ"، ثقة [١٠] ١٤٦/ ٢٣٦.
٢ - (أنس بن عياض) بن ضمرة، أبو عبد الرحمن، أو أبو ضمرة المدنيّ ثقة [٨] ٢٢/ ١٢٢٩
٣ - (الأوزاعيّ) عبد الرحمن بن عمرو، أبو عمرو، ثقة جليل فقيه [٧] ٤٥/ ٥٦.
(١) - "الجامع" ٤/ ٢٠٣ بنسخة "تحفة الأحوذي".