للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والدارقطنيّ، وابن ماكولا أنه بالضمّ كالجدّ (١)، وصحّحه الذهبيّ انتهى (٢).

وقال في "الفتح": واتفقت الروايات كلّها عن هشام بن عروة أن الزوج الأول رفاعة، والثاني عبد الرحمن، وكذا قال عبد الوهّاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة في "كتاب النكاح" له عن قتادة أن تَميمة بنت أبي عُبيد القرظية كانت تحت رفاعة، فطلّقها، فخَلَفَ عليها عبدُ الرحمن بن الزَّبِير. وتسميته لأبيها لا تنافي رواية مالك، فلعلّ اسمه وهب، وكنيته أبو عبيد.

إلا ما وقع عند ابن إسحاق في "المغازي" من رواية سلمة بن الفضل عنه، وتفرّد به عنه، عن هشام، عن أبيه، قال: كانت امرأة من قُريظة، يقال لها: تميمة تحت عبد الرحمن بن الزبير، فطلّقها، فتزوّجها رفاعة، ثم فارقها، فأرادت أن ترجع إلى عبد الرحمن بن الزَّبِير. وهو مع إرساله مقلوب، والمحفوظ ما اتفق عليه الجماعة عن هشام (وَمًا مَعَهُ إِلاَّ مِثْلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ) -بضمّ الهاء، وسكون الدال المهملة، بعدها موحّدةٌ مفتوحةٌ- هو طرَفُ الثوب الذَي لم يُنسج، مأخوذ من هُدْب العين (٣)، وهو شعر الْجَفْن. وأرادت أن ذكره يُشبه الهُدْبة في الاسترخاء، وعدم الانتشار. قاله في "الفتح". وقال وليّ الدين: "الْهُدْبةُ" بضم الهاء، وإسكان الدال، بعدها باء موحّدة- هي طرف الثوب الذي لم يُنسَج، وهو ما يبقى بعد قطع الثوب من السداء، شُبّه بُهدْب العين، وهو شعر جَفْنها. ثم يحتمل أن يكون تشبيه الذكر بالهدبة لصغره. ويحتمل أن يكون لاسترخائه، وعدم انتشاره (٤).

وفي رواية للبخاريّ من طريق أبي معاوية، عن هشام: "فتزوّجت زوجًا غيره، فلم يصل منها إلى شيء يريده". وعند أبي عوانة من طريق الدراورديّ، عن هشام: "فنكحها عبد الرحمن بن الربير، فاعتُرِضَ عنها". وقوله: "فاعتُرِضَ" بضم المثناة، وآخره ضادٌ معجمة، أي حصل له عارضٌ، حال بينه وبين إتيانها، إما من الجنّ، وإما من المرض.

وفي رواية للبخاريّ من طريق يحيى بن سعيد القطّان، عن هشام: "فذكرت له أنه لا يأتيها". وفي رواية من طريق أبي معاية، عن هشام: "فلم يقربني إلا هَنَةً واحدةً، ولم يَصِل منّي إلى شيء". و"الهنَة" -بفتح الهاء، وتخفيف النون-: المرّة الواحدة الحقير.


(١) هكذا نسخة "الطرح" بلفظ "كالجدّ"، وهو غلط بلا شك، فإن جدّه بالفتح بلا خلاف، ولعله بخلاف الجدّ، فتأمّل.
(٢) "طرح التثريب" ٧/ ٩٦.
(٣) جمعه أهداب، مثلُ قُفْل وأقفال.
(٤) "طرح التثريب" ٧/ ٩٧.