للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البخاريّ في "التفسير" من طريق شعيب، عن ابن شهاب بلفظ: "أن أفلح أخا أبي القعيس"، وكذا لمسلم من طريق يونس، ومعمر، عن الزهريّ، وهو المحفوظ عن أصحاب الزهريّ، لكن وقع عند مسلم من طريق ابن عُيينة، عن الزهريّ "أفلح بن أبي القعيس"، وكذا لأبي داود من طريق الثوريّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، ولمسلم من طريق ابن جريج، عن عطاء: "أخبرني عروة أن عائشة قالت: استأذن عليّ عمّي من الرضاعة أبو الجعد"، قال: فقال لي هشام: إنما هو أبو القُعيس. وكذا وقع عند مسلم، من طريق أبي معاوية، عن هشام: "استأذن عليها أبو القُعَيس"، وسائر الرواة عن هشام قالوا: "أفلح أخو أبي القعيس"، كما هو المشهور، وكذا سائر أصحاب عروة، ووقع عند سعيد بن منصور، من طريق القاسم بن محمد: "أن أبا قعيس أتى عائشة، يستأذن عليها". وأخرجه الطبرانيّ في "الأوسط" من طريق القاسم، عن أبي القعيس.

والمحفوظ أن الذي استأذن هو أفلح، وأبو القعيس هو أخوه.

قال القرطبيّ: كلّ ما جاء من الروايات وَهَمٌ إلا من قال: "أفلح أخو أبي القعيس"، أو قال: "أبو الجعد"؛ لأنها كنية أفلح.

قال الحافظ: وإذا تدبّرتَ ما حرّرتُ عرفتَ أن كثيرًا من الروايات لا وَهَمَ فيه، ولم يُخطىء عطاء في قوله: "أبو الجعد"، فإنه يحتمل أن يكون حفظ كنية أفلح. وأما اسم أبي القعيس فلم أقف عليه إلا في كلام الدارقطنيّ، قال: هو وائل بن أفلح الأشعريّ. وحكى هذا ابن عبد البرّ، ثم حكى أيضًا أن اسمه الجعد. فعلى هذا يكون أخوه وافق اسمه اسم أبيه. ويحتمل أن يكون أبو القعيس نُسِبَ لجدّه، ويكون اسمه وائل بن قُعيس ابن أفلح بن القعيس، وأخوه أفلح بن قعيس بن أفلح، أبو الجعد. قال ابن عبد البرّ في "الاستيعاب": لا أعلم لأبي القعيس ذكرًا إلا في هذا الحديث.

(اسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا) أي طلب منها أن تأذن له في الدخول عليها (فَحَجَبَتْهُ) أي منعته من الدخول عليها. وفي رواية شعيب، عن الزهريّ: "فقلت: لا آذن له، حتى أستأذن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فإن أخاه أبا القعيس ليس هو أرضعني، ولكن أرضعتني امرأة أبي القعيس" (فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) ببناء الفعل للمفعول، والمخبرة هي عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، كما مرّ آنفًا (فَفَالَ: "لا تَحْتَجِيِي مِنْهُ) وفي رواية: "ائذني له، فإنه عمّك تربت يمينك"، وفي رواية "يداك"، أو "يمينك". وفي رواية مالك، عن هشام بن عروة: "إنه عمّك فليلج عليك". وفي رواية الحكم: "صدق أفلح، ائذني له"، ووقع في رواية سفيان الثوريّ، عن هشام عند أبي داود: "دخل عليّ أفلح، فاستترت منه، فقال: أتستترين مني، وأنا عمّك؟ قلت: من أين؟ قال: أرضعتك امرأة أخي، قلت: