للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث

عن زينب بنت أبي سلمة - رضي اللَّه تعالى عنها -، أنها قالت: (سَمِعْتُ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -) - رضي اللَّه تعالى عنها - (تَقُولُ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنتُ سُهَيْلِ) بن عمرو القرشيّة العامرية، أسلمت قديمًا، وهاجرت مع زوجها أبي حُذيفة إلى الحبشة، فولدت له هناك محمد بن أبي حذيفة. ذكره ابن إسحاق. وقال ابن سعد: أمها فاطمة بنت عبد العزّى ابن أبي قيس، من رهط زوجها سُهيل بن عمرو، أسلمت قديمًا بمكة، وبايعت، ثم تزوّجت شَماخ بن سعيد بن قائف بن الأوقص السلميّ، فولدت له عامرًا، ثم تزوّجت عبد اللَّه بن الأسود بن عمرو، من بني مالك بن حِسْل، فولدت له سليطًا، ثم تزوّجت عبد الرحمن بن عوف، فولدت له سالمًا، فهم إخوة ابن أبي حذيفة لأمه (١) (إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فَقَالَتْ: يًا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ) حُذف منه المفعول: أي الكراهية.

و"أبو حُذيفة": هو ابن عُتبة بن ربيعة بن عبد شمسى بن عبد مناف، القرشيّ العَبْشميّ، خال معاوية، اسمه مِهْشَم، وقيل: هاشم، وقيل: قيس، كان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين، وصلّى إلى القبلتين. قال ابن إسحاق: أسلم بعد ثلاثة وأربعين إنسانًا. وهو ممن شهد بدرًا، وكان طُوَالًا، حسن الوجه، استُشهد يوم اليمامة، وهو ابن ستّ وخمسين سنة (٢).

(مِن) تعليليّة، أي لأجل (دُخُولِ سَالِمٍ عَلَيَّ) وذلك أنه تبناه حين كان التبنّي جائزًا، فكان يُدعى ابنه، وكان يسكن معهم في بيت واحد، فحين نزلت الآية: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}، وحرّم التبنّي كره أبو حذيفة دخول سالم مع اتحاد المسكن، وفي تعدّده مشقّةٌ عليهم، فجاءت سهلة إلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - لحلّ هذه المشكلة.

وفي رواية مسلم: فقالت: إن سالمًا كان يُدعَى لأبي حُذيفة، وإن اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- قد أنزل في كتابه: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}، وكان يدخل عليّ، وأنا فُضُلٌ (٣)، ونحن في منزل ضَيِّقٍ … " الحديث.

وسالم: هو ابن معقل -بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وكسر القاف- يكنى أبا


(١) راجع "الإصابة" ١٢/ ٣١٩ - ٣٢٠.
(٢) راجع "الإصابة" ١١/ ٨١.
(٣) قولها: "فُضلٌ": بضم الفاء، والضاد المعجمة، قال الخطّابيّ: أي وأنا مبتذلة في ثياب مهنتي، يقال: تفضّلت المرأة: إذا تبذّلت في ثياب مهنتها. اهـ طرح التثريب ٧/ ١٣٤.