للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنهم قد انطلقوا، قال: فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل، فألقى الحجاب بيني وبينه، قال: وأنزل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}، إلى قوله: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: ٥٣] (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أنس - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا أخرجه مسلم، وعلّقه البخاريّ.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-٨٤/ ٣٣٨٧ وفي ٢٦/ ٣٢٥٣ - وفي "الكبرى" ٣٧/ ٥٣٩٩ و ٥٣٤٠٠ و ٥٤٠١ و"التفسير" ١١٤١٦ و ١١٤١٧ و ١١٤١٨ و ١١٤١٢٠. وأخرجه (خ) في "التفسير" ٤٧٩٣ و"النكاح" ٥١٧١ و"الاستئذان" ٦٢٣٨ (م) في "النكاح" ١٤٢٨ (د) في "الأطعمة" ٣٧٤٣ (ت) في "التفسير" ٢٢١٨ و ٣٢١٩ (ق) في "النكاح" ١٩٠٨. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان استحباب الإهداء لمن تزوّج، إدخالًا للسرور في قلبه، وقياما عنه ببعض الكُلَف؛ لكونه مشغولًا بأمر الزواج، وهو نحو ما يُستحبّ من الإهداء لأهل الميت. (ومنها)؛ الاعتذار عن الهدية إذا كانت قليلة، وقول الإنسان نحو قول أم سُليم - رضي اللَّه تعالى عنها -: "هذا لك قليل". (ومنها): كون الوليمة بعد البناء، وهو الغالب، وقد تقدم بيانه. (ومنها): تعيين مرسل الهديّة باسمه، وليس ذلك من الرياء. (ومنها): استحباب بعث السلام، وإن كان المبعوث إليه أفضل من الباعث. (ومنها): استحباب حمل السلام، وإبلاغه إلى من كان غائبًا. (ومنها): استحباب الدعوة العامّة، من غير تعيين، كأن يقول: ادع من لقيت، قال القرطبيّ: وقد قال بعض علمائنا: إنه إذا لم يتعيّن المدعوّ لم تجب عليه الإجابة انتهى (٢). (ومنها): ما ظهر فيه من دلائل النبوّة، حيث دعى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - على الطعام القليل بالبركة، فكفى هذا العدد الكثير من الصحابة - رضي اللَّه عنهم -. (ومنها): أن من آداب


(١) راجع "صحيح مسلم" بشرح النووي ٩/ ٢٢٩ - ٢٣٤.
(٢) "المفهم" ٤/ ١٥٠.