للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فَجِئْنَا مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُرًا … وَإنْ تَقْعُدَا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ أَوْسَعُ

وفي حديث الحجّ أنه دخل البيت، وأجاف البابَ: أي ردّه عليه. وفي الحديث: "أَجِيفوا أبوابكم". أفاده في "اللسان".

والظاهر أنها أجافت الباب بينها وبينه؛ لئلا تَشغَله عن الوحي الذي نزل عليه. واللَّه تعالى أعلم.

وقولها: "فلمّا رُفَّهَ عنه" بالبناء للمفعول،: أي أُزيح، وأُزيل عنه الضِّيقُ والتعَبُ.

قاله في "النهاية". يقال: رَفَّهَ نفسَهُ بالتشديد: إذا أراحها. قاله في "المصباح". وتمام شرح الحديث يأتي قريبًا.

والحديث ضعيفٌ لأن في سنده صالح بن ربيعة بن هُدير، فإنه لم يرو عنه غير هشام بن عروة، فهو مجهول العين، وهو بهذا السند من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، أخرجه هنا-٣/ ٣٤٠٣ - وفي "الكبرى" ٣/ ٨٩٠٠. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٤٠٤ - (أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ لَهَا: «إِنَّ جِبْرِيلَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ» , قَالَتْ: وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ, تَرَى مَا لَا نَرَى).

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (نوح بن حبيب) القُومَسِي أبي محمد الْبَذَشِيِّ، ثقة سُنّيّ [١٠] ٧٩/ ١٠١٠.

والباقون تقدّموا قريبًا، وكذا لطائف الإسناد. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ عُرْوَةَ) سيأتي قريبًا أن المحفوظ رواية الزهريّ، عن أبي سلمة، عن عائشة، فإن معمرًا قد خالف جماعة من أصحاب الزهريّ، فتُرجّح روايتهم على روايته (عَنْ عَائِشَةَ) أم المؤمنين - رضي اللَّه تعالى عنها - (أَنَّ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، قَالَ: لَهَا: "إِنَّ جِبْرِيلَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ") وفي نسخة: "يُقرئك السلامَ"، فعلى الأول فهو بفتح حرف المضارعة، وعلى الثاني، فهو بضمّها، يقال: قرأتُ على زيد السلام أقرَؤه قراءةً، وإذا أمرتَ منه قلتَ: اقرَأْ عليه السلامَ، وتعديته بنفسه على هذا خطأ، فلا يقال: اقرأْهُ السلامَ، ويقال: أقرأته السلام، أُقرِئُهُ إقراءً، فتعدّيه بنفسه، ولا تقول: أقرأت - عليه السلامَ - (١).


(١) راجع "المصباح المنير" في مادة "قرأ".