للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أَسِيدٍ, عَنْ أُمِّهَا أَنَّ زَوْجَهَا تُوُفِّيَ, وَكَانَتْ تَشْتَكِي عَيْنَهَا, فَتَكْتَحِلُ الْجِلَاءَ, فَأَرْسَلَتْ مَوْلَاةً لَهَا, إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ, فَسَأَلَتْهَا عَنْ كُحْلِ الْجِلَاءِ, فَقَالَتْ: لَا تَكْتَحِلُ, إِلاَّ مِنْ أَمْرٍ لَا بُدَّ مِنْهُ, دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, حِينَ تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ, وَقَدْ جَعَلْتُ عَلَى عَيْنِي صَبِرًا, فَقَالَ: «مَا هَذَا, يَا أُمَّ سَلَمَةَ؟» , قُلْتُ: إِنَّمَا هُوَ صَبِرٌ, يَا رَسُولَ اللهِ, لَيْسَ فِيهِ طِيبٌ, قَالَ: «إِنَّهُ يَشُبُّ الْوَجْهَ, فَلَا تَجْعَلِيهِ إِلاَّ بِاللَّيْلِ, وَلَا تَمْتَشِطِي بِالطِّيبِ, وَلَا بِالْحِنَّاءِ, فَإِنَّهُ خِضَابٌ» , قُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ, أَمْتَشِطُ, يَا رَسُولَ اللهِ؟ , قَالَ: «بِالسِّدْرِ, تُغَلِّفِينَ بِهِ رَأْسَكِ»).

رجال هذا الإسناد: سبعة:

١ - (أحمد بن عمرو بن السرح) أبو الطاهر المصريّ، ثقة [١٠] ٣٥/ ٣٩.

٢ - (ابن وهب) هو عبد اللَّه القرشيّ مولاهم، أبو محمد المصريّ، ثقة ثبت عابد [٩] ٩/ ٩.

٣ - (مخرمة) بن بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ، أبو الْمِسْوَر المدنيّ، صدوق، وروايته عن أبيه وجادة من كتابه، قاله أحمد، وابن معين، وغيرهما. وقال ابن المدينيّ: سمع من أبيه قليلًا [٧] ٢٨/ ٤٣٨.

٤ - (أبوه) بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ، المدنيّ، نزيل مصر، ثقة [٥] ١٣٥/ ٢١١.

٥ - (المغيرة بن الضحّاك) بن عبد اللَّه بن خالد بن حِزَام القرشيّ الأسديّ الحزاميّ المدنيّ، مقبول [٦] , لم يرو عنه غير بُكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ، وذكره ابن حبّان في "الثقات". تفرد به المصنّف، وأبو داود، وله عندهمما حديث الباب فقط.

٦ - (أمّ حكيم بنت أَسِيد) لا يعرف حالها [٦]. تفرد بها المصنّف، وأبو داود بحديث الباب فقط.

٧ - (أمها) مجهولة.

٨ - (أم سلمة) - رضي اللَّه تعالى عنها - المذكورة قبل باب. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عن أُم حَكِيم بنت أسيد) بفتح الهمزة، وكسر السين (عَنْ أُمِّهَا) لا يُعرف اسمها، ولا حالها (أَنَّ زَوْجَهَا تُوُفِّيَ، وَكَانَتْ تَشْتَكِي عَيْنَهَا) وفي رواية أبي داود: "عينيها" بالتثنية (فَتَكْتَحِلُ الْجِلَاءَ) بكسر الجيم، والمدّ. قال الخطّابيّ: كُحل الجِلاء: هو الإثمد، وسُمّي جِلاءَ؛ لأنه يجلو البصر انتهى. وقال ابن الأثير: هو بالكسر والمدّ: الإثمد. وقيل: هو بالفتح، والمدّ، والقصر: ضرب من الكُحل، فأما الْحُلاءُ -بضمّ الحاء المهملة، والمدّ: فَحُكاكة حَجَر على حجر، يُكتَحَل بها، فيتأذّى البصر، والمراد في