ذَاتَ يَوْمٍ, أَبْطَأْتُ عَنْهُ, فَقَالَ: يَا خَالِدُ, تَعَالَ أُخْبِرْكَ بِمَا قَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَتَيْتُهُ, فَقَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ, ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صُنْعِهِ الْخَيْرَ, وَالرَّامِيَ بِهِ, وَمُنَبِّلَهُ, وَارْمُوا, وَارْكَبُوا, وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا, وَلَيْسَ اللَّهْوُ إِلاَّ فِي ثَلَاثَةٍ: تَأْدِيبِ الرَّجُلِ فَرَسَهُ, وَمُلَاعَبَتِهِ امْرَأَتَهُ, وَرَمْيِهِ بِقَوْسِهِ وَنَبْلِهِ, وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ مَا عَلِمَهُ, رَغْبَةً عَنْهُ, فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ, كَفَرَهَا». أَوْ قَالَ: «كَفَرَ بِهَا»).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (الحسن بن إسماعيل بن مجالد) أبو سعيد المجالديّ المصّيصيّ، ثقة [١٠] ٢٦/ ٤٣٢. من أفراد المصنّف.
[تنبيه]: وقع في نسخ "المجتبى" "الحسين بن إسماعيل" بصيغة المصغّر بدل الحسن، وهو تصحيفٌ فاحش، والصواب الحسن بصيغة المكبّر، وهو الذي في "الكبرى"، ومن العجيب الغريب أنه ليس في الكتب الستة من يسمّى الحسين بن إسماعيل أصلًا، وأما الحسن بن إسماعيل، فهو هذا عند المصنّف، ولا يوجد فيها بهذا الاسم غيره، فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم.
٢ - (عيسى بن يونس) بن أبي إسحاق السبيعي، ثقة مأمون [٨] ٨/ ٨.
٣ - (عبد الرحمن بن بزبد بن جابر) أبو عُتْبَة الأزديّ الشاميّ الدارانيّ، ثقة [٧] ٤٥/ ٥٩٥.
٤ - (أبو سَلاّم الدمشقيّ) ممطور الأسود الحبشيّ، ثقة يرسل [٣] ٢/ ١٣٧٠.
٥ - (خالد بن يزيد الْجُهَنيّ) ويقال له: خالد بن زيد، مقبول [٣] ٢٦/ ٣١٤٧.
٦ - (عقبة بن عامر) الجهني، أبو حماد الصحابيّ المشهور، نزل مصر، وولي إمرتها ثلاث سنين، وكان فقيهًا فاضلًا، مات - رضي اللَّه عنه - قُرْبَ الستين من الهجرة. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْجُهَنِيِّ) أنه (قَالَ: كَانَ عُقْبةُ بْنُ عَامِرٍ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (يَمُرُّ بِي، فَيقُولُ: يَا خَالِدُ، اخْرُج بِنَا نَرْمِي) هكذا النسخ بإثبات الياء، وهو صحيح، ووجهه أنه ليس جوابًا للأمر حتى يُجزمَ، وقد جاء مثل هذا في القرآن الكريم كثيرًا، كما في قوله تعالى: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي} [مريم: ٦] برفع {يَرِثُنِي}، وقوله تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ} الآية [طه: ٦٩] في قراء من رفع {تلقفُ}، وقوله تعالى: