والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣٦١٥ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, عَنْ خَالِدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, نَاقَةٌ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ, لَا تُسْبَقُ, فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى قَعُودٍ, فَسَبَقَهَا, فَشَقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ, فَلَمَّا رَأَى مَا فِي وُجُوهِهِمْ, قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ, سُبِقَتِ الْعَضْبَاءُ, قَالَ: «إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ, أَنْ لَا يَرْتَفِعَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ, إِلاَّ وَضَعَهُ»).
رجال هذا الإسناد: أربعة:
١ - (محمد بن المثنى) العنَزيّ، أبو موسى البصريّ الزَّمِن، ثقة ثبت [١٠] ٦٤/ ٨٠.
٢ - (خالد) بن الحارث الهجيميّ، تقدم قريبًا.
٣ - (حميد) بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصريّ، ثقة يدلّس [٥] ٨٧/ ١٠٨.
٤ - (أنس) بن مالك - رضي اللَّه تعالى عنه - ٦/ ٦. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من رباعيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو (١٨١) من رباعيات الكتاب. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن شيخه أحد التسعة الذين روى عنهم الجماعة بلا واسطة. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين. (ومنها): أن فيه أنسًا - رضي اللَّه عنه - من المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا، وهو آخر من مات من الصحابة - رضي اللَّه تعالى عنهم - بالبصرة، مات سنة (٩٢) أو (٩٣) وقد تجاوز عمره مائة. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أَنَسٍ) بن مالك - رضي اللَّه تعالى عنه -، أنه (قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, نَاقَةٌ تُسَمَّى الْعَضْبَاءَ) -بفتح العين المهملة، وسكون الضاد المعجمة، بعدها موحّدة، ومدّ- كانت تلقّب به ناقة النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -؛ لنجابتها، لِشَقّ أذنها. قاله الفيّوميّ. وقال ابن منظور: العَضْباء: اسم ناقة النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، اسم لها علم، وليس من العضب الذي هو الشق في الأذن. وقال الجوهريّ: هو لقبها، وقال ابن الأثير: هو علمٌ منقولٌ من قولهم: ناقةٌ عضباء: أي مشقوقة الأدن، ولم تكن مشقوقة الأذن. وقال بعضهم: إنها كانت مشقوقة الأذن، والأول أكثر. وقال الزمخشريّ: هو منقول من قولهم: ناقةٌ عَضْباءٌ وهي القصيرة اليد انتهى (١).
(١) "لسان العرب" ١/ ٦٠٩. مادة عضب.