الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: ٢١٤] , قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «يَا فَاطِمَةُ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ, يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ, يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ, لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا, سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"إسحاق بن إبراهيم": هو ابن راهويه. و"أبو معاوية": هو محمد بن خازم الضرير الكوفيّ.
وقولها: "لَمّا نزلت هذه الآية الخ" ولفظ مسلم من طريق وكيع، ويونس بن بكير، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، - رضي اللَّه عنهما -، قالت: لما نزلت: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}، قام رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، على الصفا، فقال: "يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من اللَّه شيئا، سلوني من مالي ما شئتم".
وقوله: "يا فاطمة بنت محمد" يجوز نصب "فاطمة"، و"صفيًة"، و"عباس"، وضمها، والنصب أفصح، وأشهر، وأما "بنت" فمنصوب لا غير. وهذا وإن كان ظاهرًا، معروفًا، فلا بأس بالتنبيه عليه لمن لا يحفظه. وأفرد - صلى اللَّه عليه وسلم - هؤلاء لشدّة قرابتهم. قاله النوويّ (١).
وشرح الحديث سبق مستوفًى في شرح حديث أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - هذا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): في مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-٦/ ٣٦٧٥ - وفي "الكبرى" ٦/ ٦٤٧٥. وأخرجه (م) في "الإيمان" ٢٠٥ (ت) في "الزهد" ٢٣١٠ و"التفسير" ٣١٨٤ (أحمد) في "باقي مسند الأنصار" ٢٤٥٢٣ و ٢٥٠٠٨. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعتُ، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلتُ، وإليه أنيب".
…
(١) "شرح مسلم" ٢/ ٨٠ - ٨١.