للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣٨٨٣ - (أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ, عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَفَعَهُ, «قَالَ: سُلَيْمَانُ لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ (١) امْرَأَةً, تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ غُلَامًا, يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, فَقِيلَ لَهُ: قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ, فَلَمْ يَقُلْ, فَطَافَ بِهِنَّ, فَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلاَّ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ, نِصْفَ إِنْسَانٍ» , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ, لَمْ يَحْنَثْ, وَكَانَ دَرَكًا لِحَاجَتِهِ»). (٢).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم قبل بابين في - ٤٠/ ٣٨٥٨ - "إذا حلف، فقال له رجلٌ: إن شاء اللَّه، هل له استثاء؟ "، وتقدّم شرحه، وبيان مسائله هناك، فراجعه تستفد.

و"العبّاس بن عبد العظيم": هو العنبريّ، أبو الفضل البصريّ، ثقة حافظ، من كبار [١١] ٩٦/ ١١٩.

وقوله: "نصف إنسان" بالنصف مفعول لفعل محذوف: أي ولدت نصف إنسان، وهو معنى قوله فيما سبق: " جاءت بشقّ رجل".

وقوله: "دركًا لحاجته" -بفتحتين، وسكون الراء لغةٌ-: اسم من أدركت الشيءَ: إذا طلبته، فلحقته، أفاده الفيّوميّ.

والمعنى هنا أنه لو قال: إن شاء اللَّه لكان سببًا لإدراك حاجته. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع، والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعتُ، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكّلتُ، وإليه أنيب".


(١) وفي نسخة: "سبعين"، وتقدّم بيان اختلاف الروايات في "سبعين"، و"تسعين"، و"مائة"، فلا تغفل.
(٢) يوجد هنا في النسخة الهنديّة: ما نصّه: "آخر كتاب الأيمان والنذور".