للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هلال، عن أبي الزناد، عن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه -قال أحمد: هو يعني عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب- عن ابن عمر، أن ناسا أغاروا على إبل النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فاستاقوها، وارتدوا عن الإسلام، وقتلوا راعي رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - مؤمنًا، فبعث في آثارهم، فأُخِذوا، فقطّع أيديهم وأرجلهم، وسَمَلَ أعينهم، قال: ونزلت فيهم آية المحاربة، وهم الذين أخبر عنهم أنس بن مالك الحجاج حين سأله. انتهى.

والحديث صحيح، وقد أخرجه المصنّف هنا -٩/ ٤٠٤٢ - وفي "الكبرى" ٩/ ٣٥٠٤. وأخرجه (د) في "الحدود" ٤٣٦٩ - ٤٣٧٠. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٠٤٣ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ, عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ, عَنْ أَبِي الزِّنَادِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, لَمَّا قَطَّعَ الَّذِينَ سَرَقُوا لِقَاحَهُ, وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ بِالنَّارِ, عَاتَبَهُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ, فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآيَةَ كُلَّهَا [المائدة: ٣٣]).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "الليث": هو ابن سعد. و"ابن عجلان": هو محمد. و"أبو الزناد": هو عبد اللَّه بن ذكوان.

وقوله: "عاتبه اللَّه في ذلك" هذا غير صحيح، والصحيح أن الآية نزلت بيانًا لحكم المحاربين، لا عتابًا للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد تقدّم أن هذا القول ذُكر للأوزاعيّ -رحمه اللَّه تعالى- عنه، فأنكر أن تكون نزلت معاتبة، وقال: بل كانت عُقُوبة أولئك النفر بأعيانهم، ثم نزلت هذه الآية في عقوبة غيرهم ممن حارب بعدهم، ورُفع عنهم السمل. انتهى (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: وقول الأوزاعيّ هذا لا ينافي ما يأتي عن أنس - رضي اللَّه تعالى عنه -، حيث قال: إنما سمَل النبيّ - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم - أعيُن أولئك النفر؛ لأنهم سملوا أعين الرعاة. انتهى.

والحاصل أن القول بأن الآية نزلت للعتاب ضعيف، والصحيح أن النبيّ - صلى اللَّه تعالى عليه وسلم - لم يُعاتب في ذلك؛ لأنه إنما سمل قصاصًا؛ وإنما الآية نزلت في المحاربين عمومًا، فلو اتّفق أن المحاربين سملُوا أعين الناس، فُعل بهم ذلك قصاصًا. واللَّه تعالى أعلم.

والحديث مرسلٌ ضعيفٌ، تفرّد به المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- عنه، أخرجه هنا-٩/


(١) راجع "تفسير ابن كثير" ٢/ ٥٢ - ٥٣. "سورة المائدة".