للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثقات. (ومنها): أنه مسلسل بالشاميين. (ومنها): أن صحابيّه منْ المقلّين منْ الرواية , فليس إلا هَذَا الحديث عند المصنّف، وأبي داود، وابن ماجه. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ: أَنَّ أَبَا فَاطِمَةَ) رضي الله تعالى عنه (حَدَّثَهُ) أي حدّث كثير بن مرّة (أنّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي بِعَمَلٍ، أَسْتَقِيمُ عَلَيْهِ) أي أثبُت عليه (وَأَعْمَلُهُ) أي أداوم عليه، ولو بقاء، إذ الهجرة لا تكرّر (قَالَ لهُ رسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "عَلَيْكَ بِالْهِجْرَةِ فَإِنَّهُ) الضمير للشأن، أي فإن الأمر والشأن (لا مِثْلَ لَهَا) أي فِي ذلك الوقت، أو فِي حقّ ذلك الرجل. قاله السنديّ.

[تنبيه]: هَذَا الحديث هنا، وفي "الكبرى" فِي هَذَا الموضع مختصرٌ، وَقَدْ ساقه فِي "السير" منْ "الكبرى"، مطوّلاً، بهذا السند، ولفظه:

عن كثير بن مرّة، أن أبا فاطمة حدّثهم أنه قَالَ له رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم: "عليك بالهجرة، فإنه لا مثل لها قَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حدّثني بعمل أستقيم عليه، وأعمله، قَالَ: عليك بالصبر، فإنه لا مثل له، قَالَ: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدّثني بعلم (١) أستقيم عليه، وأعمله، قَالَ: "عليك بالسجود، فإنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفعك الله بها درجة، وحطّ عنك بها خطيئة". انتهى (٢). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث أبي فاطمة رضي الله تعالى عنه هَذَا صحيح، ومحمد بن عيسى، وإن كَانَ مدلّسًا، غير أنه صرّح بالتحديث هنا، وهو بهذا السياق منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -١٤/ ٤١٦٩ - وفي "الكبرى" ١٧/ ٧٧٩٠ وفي "السير" ٨٠/ ٨٦٩٨. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) هكذا وقع فِي نسخة "الكبرى" بلفظ: "بعلم"، وهو غلطٌ، والصواب "بعمل"، كما هو عند ابن ماجه برقم ١٤٢٢، وعند الطبرانى فِي "المعجم الكبير" ٢٢/ ٣٢٢ - رقم ٨٠٩ و٨١٠.
(٢) راجع "الكبرى" ٥/ ٢١٣ رقم ٨٦٩٨.