وسلم. وعنه البراء بن عازب، وزيد بن وهب، وعامر بن سعد البجليّ. وذكر الترمذيّ فِي "تاريخ الصحابة" أنه ثابت بن يزيد، وأن وديعة أمه. وَقَالَ العسكريّ: شهد خيبر، ثم شهد صِفّين مع علي رضي الله تعالى عنهما. وَقَالَ البغويّ، وابن حبّان: سكن الكوفة. وَقَالَ ابن السكن، وابن عبد البرّ: حديثه فِي الضبّ يختلفون فيه اختلافاً كثيرًا. وَقَدْ صححه الدارقطنيّ، وأخرجه أبو ذرّ الهَرَويّ فِي "المستدرك عَلَى الصحيحين". روى له المصنّف، وأبو داود، وابن ماجه هَذَا الْحَدِيث فقط. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
منها: أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، إلا شيخه، فإنه منْ أفراده، والصحابي، فقد تفرد به هو وأبو داود، وابن ماجه. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير شيخه، فبلخيّ. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. (ومنها) أن صحابيه منْ المقلّين منْ الرواية، فليس له إلا هَذَا الْحَدِيث. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ الأنْصَارِيِّ) رضي الله تعالى عنه، أنه (قالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً، فَأَصَابَ النَّاسُ ضِبَابًا) بِكَسرِ الضَّاد الْمُعْجَمَة، جَمْع ضَبّ (فَأَخَذْتُ ضَبًّا فَشَوَيْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخَذَ) صلّى الله تعالى عليه وسلم (عُودًا) أي خشبًا (يَعُدُّ) بضم العين الَمهملة، منْ عدّ، منْ باب نصر (بهِ) أي بذلك العود (أَصَابعَهُ) أَيْ أَصَابع الضَّبّ، وفي الرواية التالية:"فجعل ينظر إليه، وُيقلّبه" (ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ أُمَّةً منْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مُسِخَت) بِصِيغَةِ المَجْهُول، والْمَسْخ: قَلْب الْحَقِيقَة منْ شَيْء إِلَى شَيْء آخَر (دَوَابَّ) هكذا فِي النسخ المطبوعة منْ "المجتبى"، و"الكبرى" بمنع الصرف، وهو الصواب؛ لأنه منْ صيغ منتهى المجموع، ووقع فِي النسخة "الهنديّة": "دوابًا" مصروفًا، وكذا فِي "سنن أبي داود"، وهو مخالف للقواعد. قَالَ النوويّ فِي "شرح مسلم": وأما دوابّ، فكذا وقع فِي بعض النسخ، ووقع فِي أكثرها: "دوابًا" بالألف، والأول هو الجاري عَلَى المعروف المشهور فِي العربيّة. انتهى.