رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، فمروزي، وعبد الرحمن، فبصري. (ومنها): أنه منْ أثبت أسانيد المدنيين، كما مرّ آنفًا عن أحمد بن صالح، وإليه، وإلى أثبت أسانيد المكيين أشار السيوطي رحمه الله تعالى فِي "ألفية الْحَدِيث"، حيث قَالَ:
(ومنها): أن فيه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أحد المكثرين السبعة، روى (٥٣٧٤) حديثاً. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنْه (عَنْ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-) أنه (قَالَ: "كُلُّ ذِي نَابَ) الناب واحد الأنياب، وهي مما يلي الرَّبَاعيات منْ الإنسان. وَقَالَ الفيّوميّ: الناب منْ الأسنان مذكّرٌ، ما دام له هَذَا الاسم، والجمع أنياب، وهو الذي يلي الرباعيات. قَالَ ابن سينا: ولا يجتمع فِي حيَوَان نابٌ، وقرْنٌ معًا. انتهى. وفِي "شَرْحِ السُّنَّةِ": أَرَادَ بِكُلِّ ذِي نَابٍ: مَا يَعْدُو بِنَابِهِ، عَلَى النَّاسِ وَأَمْوَالِهِمْ، كَالذِّئْبِ، وَالأَسَدِ، وَالكَلْبِ، وَنَحْوِهَا.
(مِنْ السِّبَاعِ) أَيْ سِبَاعِ الْبَهَائِم، والسِّبَاعُ -بالكسر-: جمع سَبُعٍ، بضمّ الباء، قَالَ الفيّوميّ: السبُع بضمّ الباء معروفٌ، وإسكان الباء لغة، حكاها الأخفش، وغيره، وهي الفاشية عند العامّة، ولهذا قَالَ الصغانيّ: السبع، والسبع لغتان، وقُرىء بالإسكان فِي قوله تعالى:{وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ}، وهو مرويّ عن الحسن البصريّ، وطلحة بن سليمان، وأبي حيوة، ورواه بعضهم عن عبد الله بن كثير أحدِ السبعة، ويُجمع فِي لغة الضمّ عَلَى سباع، مثلُ رجل ورجال، لا جمع له غير ذلك عَلَى هذه اللغة، قَالَ الصغانيّ: وجمعُهُ عَلَى لغة السكون فِي أدنى العدد أَسْبُعٌ، مثلُ فَلْس وأفلُسٍ، وهذا كما خُفّف ضَبُعٌ، وجُمع عَلَى أضبُعٍ، قَالَ: ويقع السبع عَلَى كلّ ما له نابٌ، يَعدُو به، ويَفترِس، كالذئب، والفهد، والنمر، وأما الثعلب، فليس بسبع، وإن كَانَ له نابٌ؛ لأنه لا يعدُو به، ولا يفترس، وكذلك الضبع. قاله الأزهريّ. انتهى (فَأَكْلُهُ حَرَامٌ") وفي حديث ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما عند مسلم زيادة: "كلّ ذي مِخْلَب، منْ الطير"، ولفظه:"نهى رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم عن كلّ ذي نابٍ منْ السباع، وعن كلّ ذي مِخلب منْ الطير"، وسيأتي للمصنّف برقم ٣٣/ ٤٣٥٠ - . وهذا نصّ صريحٌ فِي تحريم