يبلّغكم ذلك، والجملة معترضة. أو جملة "يناهاكم" خبر عن "رسوله"، وذكر الله تعالى للتنبيه عَلَى أن نهيه -صلى الله عليه وسلم- نهي الله تعالى. وفي رواية:"ينهيانكم" بالتثنية، ولا إشكال فيه. وقوله:"فإنها رجس": أي إن لحوم الحمر نجس، وفي رواية مسلم:"فإنها رجس"، أو "نجس"، بالشكّ، وفي رواية البيهقيّ:"فإنها نجس"، بالجزم.
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد تقدّموا قبل بابين.
وقوله:"حُمُرًا" بضمّتين، جمع حمار. وقوله:"فحُدّث" بالبناء للمفعول. وقوله:"لمن شهد أنّي رسول الله" -صلى الله عليه وسلم-، يستدلّ به منْ قَالَ: إن الكفّار غير مخاطبين بفروع الشريعة، والصحيح أنهم مخاطبون؛ للأدلّة الكثيرة، وَقَدْ ذكرنا بعضها فِي غير هَذَا الموضع، وإنما خصّ هنا منْ شهد له بالرسالة؛ لأنه هو الذي ينتفع بالعمل بشرعه؛ لاستيفائه شروط القبول، وأعظمها الإيمان، وأما الكافر، فلا ينتفع لو عمل به؛ لإخلاله بشروط القبول؛ حيث لم يؤمن به.
والحديث، وإن كَانَ فِي سنده بقيّة، وهو معروف الحال، كما سبق قريبًا، إلا أنه صحيح بما تقدّمه، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا -٣١/ ٤٣٤٤ - وفي "الكبرى" ٣٤/ ٤٨٥٣. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.