وقد رد العلامة ابن القيم هذا القول، وسنذكر ما قاله في ذلك في المسائل الآتية إن شاء الله تعالى.
وسماه به جده عبد المطلب، وقيل له لم سميت ابنك محمدا وليس من أسماء آبائك، قال رجوت أن يحمد في السماء والأرض، وقد حقق الله رجاءه (عبده ورسوله) وصفه بالعبودية التي هي غاية التذلل والخضوع لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان أتقى الخلق على الإطلاق، ولم يبلغ أحد مبلغه - صلى الله عليه وسلم - من التذلل والخضوع لمولاه، والإضافة فيه للتشريف، إشارة إلى كمال مرتبته في مقام العبودية بالقيام في أداء حق الربوبية. ووصفه بها لئلا يتوهم ضعفاء العقول فيه ما لا يليق بمقامه من التأليه كما زعمت النصارى في عيسى عليه السلام، وقدمه على رسوله لأنه أشرف أوصافه وأعلاها.
وفي رواية الترمذي، وابن ماجه زيادة "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين" وهي زيادة صحيحة كما بينها العلامة الألباني في صحيح الترمذي، رقم -٥٥ - وصحيح ابن ماجه رقم ٤٧٠.
وقال الحافظ في التلخيص بعد ذكر حديث عقبة، عن عمر ما نصه: ورواه الترمذي من وجه أخر عن عمر، وزاد فيه "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين" وقال -يعني الترمذي- في إسناده
اضطراب، ولا يصح فيه شيء كبير، قال الحافظ: قلت: لكن رواية مسلم سالمة من هذا الاعتراض، والزيادة التي عنده رواها البزار والطبراني في الأوسط، من طريق ثوبان، ولفظه:"من دعا بوَضُوء فتوضأ: فساعة فرغ من وضوئه، يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين" الحديث، ورواه ابن ماجه من حديث أنس، وأما قوله:"سبحانك اللهم" إلى آخره، فرواه النسائي في عمل اليوم والليلة، والحاكم في المستدرك من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ "من توضأ فقال: