للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اسمه بَحِيرًا، فسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، وولاه الْجَنَد (١)، ومخاليفها (٢)، فلم يزل عليها حَتَّى قُتل عمر، وأقره عثمان، فجاء لينصره، فوقع عن راحلته، فمات قرب مكة، حديثه عند حفيده إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، استسلف منه.

وحكى ابن عبد البرّ، عن بعض أهل النسب، أنه هو الذي استجار بأم هانىء، يوم الفتح، قَالَ: ويقولون: لم يرو عنه غير إبراهيم -يعني ابن ابنه- وَقَالَ البخاريّ: إبراهيم لا أدري سمع منه، أم لا. تفرّد به المصنّف، وابن ماجه بحديث الباب فقط. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير إسماعيل، وجده، فقد تفرّد بهما هو، وابن ماجه. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين منْ إسماعيل، وسفيان كوفيّ، وعمرو، وعبد الرحمن بصريان. (ومنها): أن فيه رواية الراوي عن أبيه، عن جدّه. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ) بن عبد الرحمن (بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ) إبراهيم (عَنْ جَدِّهِ) أي جدّ إبراهيم، وهو عبد الله بن أبي ربيعة -رضي الله عنه-، أنه (قَالَ: اسْتَقْرَضَ مِنِّي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَرْبَعِينَ أَلْفًا) أي طلب أن أعطيه قرضًا حَتَّى يردّ عليّ بدله (فَجَاءَهُ مَالٌ، فَدَفَعَهُ إِلَيَّ) هَذَا معطوف عَلَى محذوف، أي فأعطيته ما طلبه منّي، فجاءه بعد ذلك مال، فدفعه إليّ بدل قرضي (وَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ) إنما دعا له مكافأة عَلَى إحسانه؛ لأن القرض إحسان يستحقّ المكافأة بالدعاء، كما أشار إليه بقوله (إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ) أي القرض (الْحَمْدُ) أي الثناء بجميل إحسانه (وَالْأَدَاءُ) أي أداء بدله منْ غير مماطلة، ولا تغليظ. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:


(١) "الْجَنَدُ" -بفتحتين-: بلد باليمن. قاله فِي "المصباح المنير".
(٢) قَالَ فِي "المصباح": "الْمِخلاف" بكسر الميم بلغة اليمن: الْكُورة، والجمع المخاليف، واستُعمِلَ عَلَى مَخاليف الطائف: أي نواحيه. وقيل: فِي كل بلد مِخْلافٌ: أي ناحية. انتهى.