[العنكبوت: ٣٣](بَصُرَ انْقَمَعَ) أي ردّ بصره، ورجع (فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- (أَمَا) بفتح الهمزة، وتخفيف الميم: أداة تنبيه، "ألا"(إِنَّكَ لَوْ ثَبَتَّ) أي عَلَى ما أنت عليه منْ النظر فِي داخل البيت (لَفَقَأْتُ عَيْنَكَ) زاد فِي رواية سهل -رضي الله عنه- الآتية:"إنما جُعل الإذن منْ أجل البصر". وفيه تحريم النظر إلى داخل بيت غيره بغير إذنه، وأن لصاحب البيت أن يفقأ عينه، وأنه لو فعل ذلك لا شيء عليه. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هَذَا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -٤٦/ ٤٨٦٠ - وفي "الكبرى" ٤٤/ ٧٠٦٣. وأخرجه (خ) فِي "الاستئذان" ٦٢٤٢ و"الديات" ٦٨٨٩ و٦٩٠٠ (م) فِي "الآداب" ٢١٥٧ (د) فِي "الأدب" ٥١٧١ (ت) فِي "الاستئذان" ٢٧٠٨ (أحمد) فِي "باقي مسند المكثرين" ١١٦٤٤ و١٣٠٩٥ و١٣١٣١. وفوائد الْحَدِيث، واختلاف العلماء تأتي فِي الْحَدِيث التالي، إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٢ - (الليث) بن سعد الإمام المصريّ المشهور الحجة الثبت [٧] ٣١/ ٣٥.
٣ - (ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهريّ المدنيّ الحجة الثبت الفقيه [٤] ١/ ١.
٤ - (سَهْلُ بنُ سَعْدٍ) بن مالك بن خالد الأنصاريّ الخزرجيّ أبا العبّاس الصحابيّ ابن الصحابيّ رضي الله تعالى عنهما، مات سنة (٨٨ هـ) وقيل: بعدها، وَقَدْ جاوز المائة، تقدّمت ترجمته فِي ٤٠/ ٧٣٤. والله تعالى أعلم.