للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخرجه هنا -٤٦/ ٤٨٦١ - وفي "الكبرى" ٤٥/ ٧٠٦٤. وأخرجه (خ) فِي "اللباس" ٥٩٢٤ و"الاستئذان" ٦٢٤١ و"الديات" ٦٩٠١ (م) فِي "الآداب" ٢١٥٦ (ت) فِي "الاستئذان" ٢٧٠٩ (أحمد) فِي "باقي مسند الأنصار" ٢٢٢٩٦ و٢٢٣٢٦ (الدارمي) فِي "الديات" ٢٢٧٨ و٢٢٧٩. والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): فِي فوائده (١):

(منها): جواز أخذ الإنسان حقّه ممن ظلمه، دون أن يسألَ الإمام، وهو الذي ترجم له المصنّف فِي الباب الآتي؛ وذلك لأن الشارع أذن فِي فقأ عين منْ اطّلع فِي بيت قوم بغير إذنهم، ولم يشرط فِي ذلك أن يأذن له الإمام. (ومنها): إبقاء شعر الرأس، وتربيته، واتخاذ آلة يزيل بها عنه الهوّام، ويَحُكُّ بها؛ لدفع الوسخ، أو القمل. (ومنها): ما قاله القبرطبيّ: فيه دليلٌ عَلَى استحباب إصلاح الشعر، وإكرامه، كما قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "منْ كانت له جُمَّةٌ، فليُكرمها" (٢)، ولكن لا ينتهي بذلك إلى أن يخرُج إلى الترفّه، والسرَف المنهيّ عنه بقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه فَضَالة بن عُبيد -رضي الله عنه-، حيث قَالَ: "نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كثير منْ الإرفاه، وأمرنا أن نحتفي أحيانًا" (٣) انتهى "المفهم" ٥/ ٤٨٠. (ومنها): أن فيه مشروعيةَ الاستئذان عَلَى منْ يكون فِي بيتٍ مُغلَق الباب. (ومنها): تحريم التطلع عَلَى منْ كَانَ داخل بيت مغلَق منْ خلل الباب. (ومنها): استحباب الامتشاط، وجواز استعمال المدرى، قَالَ النوويّ: قَالَ العلماء: الترجيل مستحبّ للنساء مطلقًا، وللرجل بشرط أن لا يفعله كلّ يوم، أو كلّ يومين، ونحو ذلك، بل بحيث يخفّ الأول. انتهى "شرح مسلم" ١١٤/ ١٣٧. (ومنها): أن الاستئذان لا يختص بغير المحارم، بل يُشرع عَلَى منْ كَانَ منكشفًا، ولو كَانَ أما، أو أختا. (ومنها): أنه استُدِلّ به عَلَى جواز رمي منْ يتجسس، ولو لم يندفع بالشيء الخفيف جاز بالثقيل، وأنه إن أصيبت نفسه، أو بعضه فهو هدر، وبهذا قَالَ الجمهور، وخالف المالكيّة، فقالوا: لا يجوز ذلك، وما قاله الجمهور هو الحقّ؛ لصحّة الأحاديث بذلك، وسيأتي تمام البحث فيه فِي الباب التالي، إن شاء الله تعالى. (ومنها): ما قاله القرطبيّ فِي "المفهم" ٥/ ٤٨٠ - : قوله: "إنما جُعل الاستئذان منْ أجل البصر": فيه دليل عَلَى صحة


(١) ليس المراد فوائد هَذَا الْحَدِيث فحسبُ، بل المراد فوئد الْحَدِيث الماضي، والأحاديث الآتية، فتنبّه.
(٢) حديث صحيح، أخرجه أبو داود وغيره، منْ حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، بلفظ: "منْ كَانَ له شعرٌ، فليُكرمه". انظر "السلسلة الصحيحة" رقم ٥٠٠.
(٣) حديث صحيح سيأتي للمصنّف رحمه الله تعالى فِي "كتاب الزينة" برقم ٧/ ٥٠٦٠ إن شاء الله تعالى.