"الهنديّة"، وغيرها إلى أنه وقع فِي بعض نسخ "المجتبى""حدثنا شعبة" بدل "حدثنا سعيد"، وهو الذي وقع عند أبي عمر ابن عبد البرّ فِي "التمهيد" ١١/ ٢١٨ - كما سبق:"حدّثنا شعبة" بدل "سعيد"، وأشار إلى أنه هكذا عند النسائيّ، حيث قَالَ بعد إخراجه بسنده: وذكره النسائيّ عن عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده مثله سواءً. انتهى. ومعلومٌ أن غندرًا يروي عن كلّ منْ شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، لكنه بشعبة ألصق، فقد جالسه نحوًا منْ عشرين سنة، وهو ربيبه، وكتابه عنه منْ أصحّ الكتب، وكان أصحاب شعبة إذا اختلفوا يرجعون إليه، فهو الحكم بينهم، فليُتأمّل، وليُحرّر، فالله تعالى أعلم بالصواب.
و"طارق بن مُرَقّع" حجازيّ مقبول [٣].
رَوَى عن صفوان بن أمية، وعنه عطاء بن أبي رباح.
ذكر ابن مندهْ فِي "الصحابة" طارق بن المرقع، وساق حديث ميمونة بنت كَرْدَم، وفيه فدنا أبي منْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخذ بقدمه، وَقَالَ أبي، شَهِدت جيش عيزار، فَقَالَ طارق بن المرقع مَن يُعطيني رمحا بثوابه، قَالَ: قلت وما ثوابه؟ قَالَ: أزوجه أول بنت لي … الْحَدِيث. وَقَالَ أبو نعيم فِي "الصحابة": طارق بن المرقع، إن كَانَ إسلاميا فهو تابعيّ، وأما المرقع بن كَرْدم فلا يعرف له فِي الاسلام أثر، ولا ذكر، فكيف فِي الصحابة، وذكره ابن عبد البرّ فِي "الاستيعاب"، وَقَالَ رَوَى عنه ابنه عبد الله، وعطاء بن أبي رباح، وفي صحبته نظر. وذكر خليفة أن معاوية وَلي مكة أخاه عنبسة، فكان إذا شخص إلى الطائف، استخلف طارق بن المرقع. انتهى "تهذيب التهذيب" ٢/ ٢٣٤. تفرد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.
[تنبيه]: "مرقّع" لم يتبين لي ضبطه، هل هو بصيغة اسم المفعول المضعف، كما هو مضبوط بالقلم، أو هو بصيغة اسم الفاعل المضعّف، لم أر منْ حقّق ذلك. والله تعالى أعلم.
والحديث صحيح.
[فإن قلت]: كيف يصح، وفيه مجهولٌ؛ وهو طارق بن مرقّع، فإنه لم يرو عنه غير عطاء؟.
[قلت]: لم ينفرد به طارق، بل تابعه عليه طاوس، وعكرمة، كما سيأتي فِي الباب التالي، وأيضًا فقد مرّ آنفاً أن ابن عبد البرّ ذكر ممن روى عنه ابنه عبد الله، فإن صحّ هَذَا فقد زالت جهالة عينه.
والحاصل أن الْحَدِيث صحيح. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب،