للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح غير شيخه فإنه منْ أفراده، وهُبَيرة، فمن رجال الأربعة، (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير شيحه، فمصّيصيّ. (ومنها): أن فيه ثلاثة منْ التابعين يروي بعضهم عن بعض: الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ هُبَيْرَةَ) بضم الهاء، مصغّرًا (ابْنِ يَرِيمَ) بفتح المثنّاة التحتانيّة، وكسر الراء، بوزن عظيم.

[تنبيه]: أشار فِي "الفتح" إلى أن هذه الرواية شاذّة، وذلك أن البخاريّ أخرج الْحَدِيث منْ طريق الأعمش، عن شقيق بن سلمة، وهي الطريق التالية للمصنّف، فَقَالَ فِي "الفتح": قوله: "حدثنا شقيق بن سلمة": فِي رواية مسلم، والنسائيّ (١)، جميعًا عن إسحاق، عن عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي وائل، وهو شقيق المذكور، وجاء عن الأعمش فيه شيخ آخر، أخرجه النسائيّ، عن الحسن بن إسماعيل، عن عبدة ابن سُليمان، عنه، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة بن يَريم، عن ابن مسعود، فإن كَانَ محفوظاً، احتمل أن يكون للأعمش فيه طريقان، وإلا فإسحاق، وهو ابن راهويه أتقن منْ الحسن بن إسماعيل، مع أن المحفوظ عن أبي إسحاق فيه ما أخرجه أحمد، وابن أبي داود، منْ طريق الثوريّ، وإسرائيل، وغيرهما عن أبي إسحاق، عن خُمير -بالخاء المعجمة، مصغّرًا- عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، فحصل الشذوذ فِي رواية الحسن بن إسماعيل فِي موضعين. انتهى. "فتح" ٧/ ٥٨.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "وهو أتقن منْ الحسن"، لاسيّما وَقَدْ تابعه إبراهيم بن يعقوب عن عبدة فِي السند التالي.

والحاصل أن المحفوظ رواية الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، ورواية أبي إسحاق، عن خُمير بن مالك عند أحمد، وأما رواية الحسن بن إسماعيل، فإنها شاذّة. والله تعالى أعلم.

(قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ) -رضي الله عنه- لَمّا أنكروا عليه قراءته، ففي رواية البخاريّ منْ


(١) أي فِي "الكبرى" فِي "فضائل القرآن" ٥/ ٨ برقم ٧٩٩٧. وأما فِي "المجتبى" فقد رواه عن إبراهيم ابن يعقوب، عن عبدة بن سليمان، وهو الْحَدِيث الآتي بعد هَذَا، وهو أيضًا فِي "الكبرى" بهذا السند، فتنبّه.