بوجوب الخضب هو الظاهر؛ لظواهر النصوص، وأما الخضب بالسواد، فتحريمه أظهر؛ كما سيأتي فِي الباب التالي، إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥٠٧٢ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمِثْلِهِ).
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "إسحاق بن إبراهيم": هو ابن راهويه. و"عبد الرزاق": هو ابن همام. و"معمر": هو ابن راشد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥٠٧٣ - (أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا تَصْبُغُ، فَخَالِفُوا عَلَيْهِمْ، فَاصْبُغُوا").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "الحسين بن حُريث": هو أبو عمّار الْخزاعيّ المروزيّ الثقة [١٠]. و"الفضل بن موسى": هو أبو عبد الله السِّيناني المروزيّ الثقة الثبت، منْ كبار [٩].
وقوله: "فخالفوا عليهم": هكذا فِي هذه الرواية بـ"عَلَى"، والظاهر أن "عَلَى" زائدة، بدليل الروايات الأخرى بلفظ: "فخالفوهم"، وفيه الأمر بالمخالفة، وهو للوجوب، إذا لم يثبت له صارف. وقوله: "فاصبغوا": أمر بالصبغ، وتقدم أنه منْ باب نفع، ونصر، وضرب. وهذا الأمر تأكيد لما قبله. والحديث متَّفقٌ عليه، كما سبق قريباً.
[تنبيه]: أورد فِي "الكبرى" الْحَدِيث هنا بسند آخر، ونصّه ٥/ ٤١٥:
٩٣٤٢ - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قَالَ: أنا سفيان، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، وسليمان بن يسار، أنهما سمعا أبا هريرة يُخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "إن اليهود والنصارى، لا يصبغون، فخالفوهم". انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٥٠٧٤ - (أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى -وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ- عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَأَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، لَا تَصْبُغُ فَخَالِفُوهُمْ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: "عليّ بن خشرم" -بوزن جعفر-: هو المروزيّ الثقة، منْ صغار [١٠]. و"عيسى بن يونس": هو ابن أبي إسحاق السبيعيّ الكوفيّ الثقة المأمون [٨]. و"سليمان": هو ابن يسار المدنيّ الثقة، أحد الفقهاء السبعة [٣].