وهكذا رواه أبو زكريّا الغسّانيّ، وحفص بن عمر الحبطيّ، عن هشام بن عروة. انتهى "النكت الظراف" ٣/ ١٨٥.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: تبيّن بما ذُكر أن الْحَدِيث محفوظ منْ مرسل عروة؛ لأن أكثر الحفّاظ عليه.
وَقَدْ تقدّم قريباً فِي الروايات السابقة أنه صحيح مرفوعًا منْ حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وَقَدْ أخرجه أيضًا منْ حديثه أحمد ١/ ٢٦١ و٤٩٩ وابن سعد ١/ ١/ ٤٣٩ عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، مرفوعًا، بلفظ:"غيّروا الشيب، ولا تشبّهوا باليهود، والنصارى". وتابعه عمر بن أبي سلمة، عن أبيه به، دون ذكر النصارى، أخرجه الترمذيّ ١/ ٣٢٥، وَقَالَ: حديث حسن صحيح، وَقَدْ روي منْ غير وجه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
والحاصل أن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هَذَا صحيح، كما قَالَ الترمذيّ رحمه الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه:"حُميد بن مخلد بن الحسين": هو حميد بن مخلد بن قُتيبة بن عبد الله الأزديّ، أبو أحمد بن زنجويه، النسائيّ الحافظ، وزنجويه: لقب أبيه، ثقة ثبتٌ، له تصانيف [١١].
رَوَى عن عثمان بن عمر بن فارس، وجعفر بن عون، والنضر بن شُميل، ويحيى بن حميد، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وأبي صالح كاتب الليث، وسعيد بن أبي مريم، وعلي بن المديني، وأبي نعيم، وسليمان بن عبد الرحمن، وأبي عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن عبد الله بن كناسة، والفريابي، فِي آخرين. وروى عنه أبو داود، والنسائي، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد، والحسن المعمري، والحسن بن سفيان، وابن أبي الدنيا، والسراج، وابن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وغيرهم.
قَالَ النسائيّ: ثقة. وَقَالَ أحمد بن سيار: وكان حسن الفقه، قد كتب، ورحل، وكان رأسا فِي العلم. وَقَالَ أبو عبيد: ما قدم علينا منْ فتيان خراسان مثل ابن زنجويه، وابن شبويه. وَقَالَ الخطيب: كَانَ ثقة ثبتا حجة، كثير الْحَدِيث، قديم الرحلة، رَوَى عنه البخاريّ، ومسلم. قَالَ الحافظ: وكان ذلك فِي غير "الصحيحين"، وكذا ذكر روايتهما