ابن حبّان فِي "الثقات". قَالَ يعقوب بن شيبة: مات فِي شوال سنة سبع ومائتين. وَقَالَ ابن قانع: مات سنة تسع. قَالَ الخطيب: ونرى الأول أصح. وقيل: إن مولده سنة (١٢٣). وَقَالَ ابن سعد: كَانَ عالما بالعربية، وأيام النَّاس، وتوفي فِي شوال، سنة تسع ومائتين. وَقَالَ المرزباني: كَانَ منْ شعراء الكوفيين، وعلمائهم، وعُمِّر عمرا طويلا، قارب التسعين. وَقَالَ ابن قانع: كوفيّ صالح. وجزم أبو الفرج فِي "الأغاني" بأن كُناسة لقب والده عبد الله، وَقَالَ: كَانَ منْ شعراء الدولة العباسية، وكان صالحا، لا يتصدى لمدح، ولا هجاء، ومن محاسن قوله [منْ الطويل]:
وقوله:"وكلاهما غير محفوظ": يعنى أن كلا حديثي عيسى بن يونس، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وحديث محمد بن كُناسة عن هشام بن عروة، عن أخيه عثمان بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوّام -رضي الله عنه- غير محفوظ.
وهذا الذي قاله المصنّف رحمه الله تعالى قاله غيره منْ الحفّاظ أيضًا، قَالَ فِي "تهذيب التهذيب ٣/ ٦٠٧": روى له النسائيّ حديثه عن هشام، عن أخيه عثمان، عن أبيه عروة، عن الزبير، حديثَ:"غَيِّروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود". قَالَ ابن معين: إنما هو عن عروة، مرسل. وَقَالَ الدارقطنيّ: لم يتابع عليه، ورواه الحفاظ منْ أصحاب هشام، عن عروة، مرسلا. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث الزبير بن العوّام رضي الله تعالى عنه هَذَا الصحيح أنه مرسل، وهو صحيح مُتَّصِلٌ، منْ حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، كما سبق بيانه. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -١٤/ ٥٠٧٦ - وفي "الكبرى" ١٩/ ٩٣٤٥. وأخرجه (أحمد) فِي "مسند العشرة" ١٤١٨. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".