وجه الاختلاف المذكور أن الأعمش رواه عن عبد الله بن مرة، عن الحارث الأعور، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وخالفه أصحاب الشعبيّ: حصين، ومغيرة، وابن عون، فرووه عن الشعبي، عن الحارث، عن عليّ -رضي الله عنه-، وخالف ابن عون صاحبيه فِي رواية، فَقَالَ:"عن الشعبيّ، عن الحارث، قَالَ: لَعَنَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- … "، الْحَدِيث مرسلاً، وخالفهم عطاء بن السائب، فَقَالَ:"عن الشعبيّ، قَالَ: لَعَنَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- … الْحَدِيث مرسلاً أيضاً. والله تعالى أعلم بالصواب.
١ - (إسماعيل بن مسعود) الْجَحْدريّ، أبو مسعود البصريّ، ثقة [١٠] ٤٢/ ٤٧.
٢ - (خالد) بن الحارث الْهُجَيميّ، أبو عثمان البصريّ، ثقة ثبت [٨] ٤٢/ ٤٧.
٣ - (شعبة) بن الحجّاج البصريّ الإمام الحجة المشهور [٧] ٢٤/ ٢٧.
٤ - (الأعمش) سليمان بن مِهران الكوفيّ، ثقة فاضل ورع، يدلّس [٥] ١٧/ ١٨.
٥ - (عبد الله بن مرّة) الهمدانيّ الخارفيّ الكوفيّ، ثقة عابد [٣] ١٧/ ١٨٦٠.
٦ - (الحارث) بن عبد الله، ويقال: الحارث بن عبيد الله الأعور الهمدانيّ -بسكون الميم- الخارفيّ الْحُوتيّ -بضم المهملة، وبالمثنّاة فوقُ- وحُوت بطن منْ هَمْدان، الكوفيّ، أبو زُهير، صاحب عليّ -رضي الله عنه-، كذّبه الشعبيّ فِي رأيه، ورُمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، مات فِي خلافة ابن الزبير -رضي الله عنه-[٢].
رَوَى عن عليّ، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وبُقَيرة امرأة سلمان. وروى عنه الشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وأبو البختري الطائي، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله ابن مرة، وجماعة.
قَالَ مسلم فِي "مقدمة صحيحه": ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، حدثني الحارث الأعور، وكان كذابا. وَقَالَ منصور، ومغيرة، عن إبراهيم، إن الحارث اتُّهِم. وَقَالَ أبو معاوية، عن محمد بن شيبة الضبي، عن أبي إسحاق، زعم الحارث الأعور وكان كذابا. وَقَالَ يوسف بن موسى، عن جرير، كَانَ الحارث زَيْفاً. وَقَالَ أبو بكر بن عياش: لم يكن الحارث بأرضاهم. وَقَالَ الثوري: كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة عَلَى حديث الحارث. وَقَالَ عمرو بن عليّ: كَانَ يحيى، وعبد الرحمن