وفي "تهذيب التهذيب": عبد الله بن حفص، عن يعلى بن مرة، فِي النهي عن الخلوق، وعنه عطاء بن السائب، قاله ابن عيينة وغيره عنه. وَقَالَ حماد بن سلمة عنه: عن حفص بن عبد الله. ورواه شعبة عن عطاء بن السائب، عن أبي حفص بن عمرو، وقيل عنه غير ذلك، وذكره ابن حبّان فِي "الثقات". وَقَالَ عليّ بن المديني: عبد الله بن حفص لا نعرفه، ولم يرو عنه غير عطاء بن السائب. ونقل ابن عدي عن عثمان الدارمي قَالَ: قلت ليحيى بن معين: فعبد الله بن حفص الذي يُروَى عنه؟ فَقَالَ: شيخ لا أعرفه، قَالَ ابن عدي، وأنا أيضًا لا أعرفه، لا أدري منْ أين عرفه عثمان، حَتَّى سأل عنه؟ كذا قَالَ. تفرد به المصنّف بهذا الْحَدِيث فقط.
٦ - (يعلى بن مرة) بن وهب بن جابر بن عتاب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد ابن عوف بن قيسي، وهو ثقيف، أبو المرازم -بضمّ أوله، وتخفيف الراء، وكسر الزاي- الثقفيّ، وهو يعلى بن سيابة، وفرق أبو حاتم بينهما، وسيابة -بكسر المهملة، وتخفيف التحتانيّة، ثم موحّدة- أمه، شهد الحديبية، وخيبر، والفتح مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، رَوَى عنه أحاديث، وعن أبيه، وهو وهم، وعلي بن أبي طالب. وعنه ابناه عبد الله، وعثمان، وراشد بن سعد، وعبد الله بن حفص بن أبي عقيل، وأبو البختري، وجماعة، منهم منْ أرسل عنه، كعطاء بن السائب، والمنهال بن عمرو، قَالَ ابن سعد: أَمَره النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يوم الطائف، بقطع أعناب ثقيف.
رَوَى له البخاريّ فِي "الأدب المفرد"، والمصنّف، وأبو داود فِي "القدر"، والترمذي، وابن ماجه، وله عند المصنّف فِي هَذَا الكتاب حديث الباب فقط، كرّره أربع مرّات. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ) الثقفيّ الكوفيّ، صدوقٌ اختلط [٥] ١٥٢/ ٢٤٣، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصِ بْنَ عَمْرٍو، وَقَالَ عَلَى إِثْرِهِ) وقوله: "وَقَالَ عَلَى إثره" -بفتحتين- أو بكسر الهمزة، وسكون المثلّثة-: أي عقبه، يعني أنه بعد أن قَالَ: سمعت أبا حفص بن عمرو، قَالَ: يُحدّث الخ (يُحَدِّثُ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ) -رضي الله عنه- (أَنَّهُ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ مُتَخَلِّقٌ) أي متلطّخ بالخلوق (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (لَهُ: هَلْ لَكَ امْرَأَةٌ؟) فيه إشارة إلى أن هَذَا منْ طيب النِّساء، لا منْ طيب الرجال، قَالَ يعلى -رضي الله عنه- (قُلتُ: لَا، قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (فَاغْسِلْهُ، ثُمَّ