للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الْحَدِيث

(عَن) أبي موسى عبد الله بن قيس، أبو موسى -رضي الله عنه- (الأشعريّ) -بفتح الهمزة-: نسبة إلى قبيلة مشهورة باليمن، والأشعر هو نَبْت بن أُدَد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، سمي بذلك لأن أمه ولدته والشعر عَلَى بدنه. قاله فِي "لبّ اللباب" ١/ ٦٣. أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ) أي استعملت العطر، وهو الطيب الذي يظهر ريحه، ولفظ الترمذيّ: "كلُّ عين زانية، والمرأة إذا استعطرت، فمرّت بالمجلس، فهي كذا وكذا" -يعني زانية" (فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ؛ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا) أي لأجل أن يشمّوا منْ عطرها (فَهِيَ زَانِيَةٌ) أي فعليها إثم الزانية؛ لأنها هيّجت شهوة الرجال بعطرها، وحملتهم عَلَى النظر إليها، ومن نظر إليها، فقد زنى بعينيه، فهي سبب زنى العين، فهي آثمة. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:

(المسألة الأولى): فِي درجته:

حديث أبي موسى الأشعريّ رضي الله تعالى عنه هَذَا صحيحٌ، وَقَدْ حسّنه بعضهم، والظاهر أن تحسينه لقول الحافظ فِي "التقريب" فِي ثابت بن عُمارة: فيه لين، وهذا عندي محل نظر، إذ الأكثرون عَلَى توثيقه، وأما أبو حاتم، فمعروف بالتشدّد، فلا تضرّ مخالفته فِي مثل هَذَا، وأما كلام يحيى القطّان الماضي، فلا يؤدّي إلى هَذَا، كما هو ظاهر، وَقَدْ وُجد فِي المقابل كلام شعبة: تأتوني، وتدَعون عمارة، وهذا غاية فِي التوثيق.

والحاصل أنه ثقة، فكان أولى العبارة للحافظ أن يقول: صدوقٌ، فقط، نظرًا لكلام أبي حاتم، دون زيادة "فيه لين". فتبصّر، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا -٣٥/ ٥١٢٨ - وفي "الكبرى" ٤٣/ ٩٤٢٢. وأخرجه (د) فِي "الترجّل" ٤١٧٣ (ت) فِي "الأدب" ٢٧٨٦ (أحمد) فِي "مسند الكوفيين" ١٩٠٨١ و١٩٢١٢ و١٩٢٤٨ (الدارميّ) فِي "الاستئذان" ٢٥٣٢.

(المسألة الثالثة): فِي فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان ما يُكره للنساء منْ الطيب، وهو الذي تتعطر به عند خروجها منْ بيتها. (ومنها): أن فيه تحريم خروج المرأة