للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بكير، عن نافع. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ نَافِعٍ) العدويّ المدنيّ رحمه الله تعالى، أنه (قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ) بن الخطّاب رضي الله تعالى عنهما (إِذَا اسْتَجْمَرَ) أي إذا تبخّر، قَالَ النوويّ: الاستجمار هنا: استعمال الطيب، والتبخّر به، مأخوذ منْ المِجْمر، وهو البَخُور. وَقَالَ القرطبيّ: يستجمر: يتبخّر، وأصله منْ المِجمر، والمِجمرة، فاستُعير له ذلك؛ لأنه وضع الْبَخور عَلَى الجمر فِي المِجمرة. انتهى "المفهم" ٥/ ٥٥٩ (اسْتَجْمَرَ بِالأَلُوَّةِ) قَالَ الأصمعيّ، وأبو عُبيد، وسائر أهل اللغة، والغريب: هي العُود، يُتَبَخّر به، قَالَ الأصمعيّ: أُراها فارسيّةً، معرّبة، وهي بضمّ اللام، وفتح الهمزة، وضمها لغتان مشهورتان، وحكى الأزهريّ كسر اللام، قَالَ القاضي: وحُكي عن الكسائيّ "ألية"، قَالَ القاضي: قَالَ غيره: وتُشدّد، وتُخفّف، وتُكسر الهمزة، وتُضمّ، وقيل: لوة، ولية. قاله النوويّ فِي "شرح مسلم" ١٥/ ١٠ (غَيْرَ مُطَرَّاةٍ) -بضمّ الميم، وفتح الطاء، والراء المشدّدة: أي غير مخلوطة، أو غير مُرَبّاة بشيء آخر منْ جنس الطيب، يعني أنه كَانَ يتبخّر أحيانًا بالعُود الخالص غير المخلوط بشيء.

قَالَ فِي "اللسان": المطرَّاة: ضرب منْ الطيب، وَقَالَ أيضاً: الْمُطَرَّاة التي يُعمل عليها ألوان الطيب غيرها، كالعنبر، والمسك، والكافور. قَالَ: وطرَّى الطيب: فَتَقَه بأخلاط، وخلّصه، وَقَالَ: أبو منصور: يقال: للألُوّة: مُطَرَّاة: إذا طُرّيت بطيب، أو عنبر، أو غيره. انتهى بتصرّف.

وَقَالَ القرطبيّ: قَالَ القاضي عياض: أصل مطرّاة: مُطرّرة، منْ طرّرت الحائطَ: إذا غَشَيته بجصّ، أو حَسَّنته، وجدّدته، قَالَ: ويحتمل أن تكون مُطرّاةً محسّنة مُبالغة، وذلك منْ الإطراء، وهو المبالغة فِي المدح. انتهى "المفهم" ٥/ ٥٥٩.

(وَبِكَافُورٍ) أي وأحياناً يتبخّر بعود مخلوط بكافور.

قَالَ فِي "القاموس": الكافورُ: نبتٌ طيّبٌ، نَوْرُه كنور الأُقْحُوان، والطَّلع، أو وِعَاؤه، وطيبٌ معروفٌ يكون منْ شجر بجبال بحر الهند، والصين، يُظلّ خلقًا كثيرًا، وتَأْلَفُه النُّمُورةُ، وخشبه أبيض هَشٌّ، ويوجد فِي أجوافه الكافور، وهو أنواعٌ، ولونها أحمر، وإنما يبيضّ بالتصعيد. انتهى. (يَطْرَحُهُ مَعَ الأُلُوَّةِ) أي يجعل الكافور مع الألُوّة (ثُمَّ قَالَ) أي ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (هَكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-) يعني أنه -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يتبخّر مثل هَذَا التبخّر، فكان أحيانا يتبخّر بالألوّة، وهي العود وحدها، وأحيانًا بالألوّة مخلوطة بالكافور. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب،